مقالات الرأي

نعم ولا لخطة ترامب

بقلم/ عبدالسلام محمد إسماعيل

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الراغب في الحصول على جائزة نوبل للسلام، منتصف الأسبوع الماضي، عن خطته المنتظرة لوقف أعمال القتل والتنكيل التي تقوم بها القوات الصهيونية في قطاع غزة ضد الشعب الفلسطيني.

تضمنت الخطة وقف أعمال العدوان وانسحابا تدريجيا من قطاع غزة وأن تفرج حركة حماس عن جميع الأسرى لديها وتسلم جثامين الموتى منهم، وألا يكون لحماس أي دور في إدارة القطاع الذي سوف تديره حكومة تكنوقراط فلسطينية تخضع لإشراف (مجلس السلام الدولي) برئاسة ترامب وفق خطة (توني بلير). على أن تتدفق في أثناء ذلك المساعدات العاجلة سواء الغذائية منها أوالطبية أوغيرها من متطلبات الحياة.

الكيان الصهيوني الراغب في ضم قطاع غزة وقتل وتهجير أهله، والذي لم يعلن عن موقفه إلا مؤخرا، كان يعول على تعنت ورفض حماس للخطة، غير أن القبول الفلسطيني أسقط أي حجة من يد العدو ولم يترك له أي مبرر للاستمرار في أعماله العدوانية، خصوصا إذا أخذنا في الاعتبار تزايد التأييد العالمي للقضية الفلسطينية وتضييق الخناق على الكيان من كل شعوب العالم. الأمر الذي أحرج الرئيس الأمريكي ولم يعد لدى الكيان من خيار سوى القبول بالخطة الأمريكية.

إذا كانت خطة ترامب قد أبعدت حماس عن إدارة القطاع، فإنها لم تبعدها عن أرضها كما كان مخططا له في المقترحات الأولى للخطة، بالتأكيد خروج حماس من السلطة وحتى حل نفسها إن تطلب ذلك لا يعد هزيمة للحركة التي هي بالتأكيد شأنها شأن أي حركة من حركات التحرر الوطني هدفها التحرير وليس الحكم.

تاريخ وحاضر النضال الوطني من أجل التحرر يحيلنا إلى نماذج مشابهة، وما إعلان السيد أوجلان عن حل حزب العمال الكردستاني عنا ببعيد.

حرب أكتوبر الفلسطينية رغم ضخامة التضحيات فإنها كشفت للعالم طبيعة الكيان الصهيوني الدموية وأسقطت أي تعاطف أو تأييد دولي له، وعززت الاعتراف بالحق الفلسطيني الذي كان قد دخل في غياهب النسيان.

بكاء المرجفين وصراخ أبواق الجبناء بسبب حجم التضحيات في غزة حق أريد به باطل، فالشعوب تنتصر بالتضحيات الجسام وبالدماء الطاهر الزكية وما ثورة المليون شهيد في الجزائر عنا ببعيدة.

زر الذهاب إلى الأعلى