مقالات الرأي

دائرة التنديد والشجب والتضامن والتأييد

بقلم/ عبدالسلام محمد إسماعيل

انعقدت القمة العربية الأخيرة في الدوحة عاصمة قطر عقب تعرض الأخيرة لهجوم صهيوني بداعي استهداف وفد من قيادة حركة حماس، اجتمع للتقرير في شأن مقترح أمريكي لإبرام اتفاق يفضي من بين أشياء أخرى إلى وقف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزة.

على عادة القمم العربية السابقة لم تخرج قرارات وتوصيات القمة عن دائرة الدعم والتأييد والتضامن مع الضحية من ناحية، وإدانة وشجب واستنكار أعمال المعتدي من ناحية أخرى، نتائج القمة فاقمت من حالة الإحباط والشعور بالإهانة والمذلة لدى الشعوب العربية والإسلامية، وأعطت رسائل طمأنة للعدو مفادها أن أعماله العدوانية لن تواجه بأعمال مماثلة، حيث إن الجامعة العربية ما زالت وفية لتقاليدها الراسخة بشأن الإدانة والشجب والتأييد والتضامن.

لعله من غير المفيد أن يسأل الشعب العربي نفسه من المحيط إلى الخليج، حول ما إذا كان ينتظر من الجامعة العربية أكثر من الإدانة وأخواتها، لأن الإجابة ستكون بالنفي، وأن لا أحد كان ينتظر غير ذلك، والسبب بسيط وفي مستوى إدراك العامة قبل الخاصة، كون الجامعة العربية وكثير من المنظمات الحكومية، سواء الإقليمية منها أم الدولية، أنشئت فقط لتندد وتستنكر وتشجب وتشعر بالقلق والحرج وتتضامن وتؤيد…الخ من العبارات المعدة خصيصًا للاستهلاك الإعلامي والشعبي التي هي بطبيعتها فارغة من أي محتوى مفيد وينتج عملًا حقيقيًّا على أرض الواقع.

إن الدور المركزي لتدخل جامعة الدول العربية في ليبيا والعراق لا يغير من حقيقة أن الجامعة العربية تكتفي فقط بالبيانات والمطالبات والمساعدات..الخ من الهراء، كون الجامعة العربية لم تكن فاعلة في الحالتين إلا عندما ارتبطت بعامل جديد بث فيها الفاعلية ويتعلق الأمر بالاستجابة لمتطلبات قوى دولية راغبة وقادرة على الفعل.

الحقيقة التي لا تخفى على أحد أن الكثير من الدول العربية لا تستطيع أن تناصر أي دولة عربية أو شعب عربي يتعرض لعدوان أجنبي، لكن الحقيقة الأكثر ألمًا ومرارة أن الكثير من الدول العربية ليست في وضع يسمح لها بالدفاع حتى عن نفسها.

الحقيقة الناصعة أن التنديد والشجب والتأييد والتضامن وغيرها من مصطلحات البؤس والهوان، لا ترجع حقًّا اغتُصب ولا كرامة انتُهكت في عالم تحكمه عوامل القوة، وفي مقدمتها القوة العسكرية، فما أخذ بالقوة لا يسترد بالبيانات والتصريحات والإعلانات مهما كانت شدة عباراتها وجودة وحسن اختيار ألفاظها. 

زر الذهاب إلى الأعلى