كلمـــــــــــة و2/1
بقلم/ عبد السلام عاشور
كلما انفجرت أزمة دولية، أو انتفض شعب في وجه الهيمنة الاستعمارية الغربية، أو طرحت قضية في أروقة الأمم المتحدة، ينتابني شعور من الإحباط بسبب غياب الدور السياسي العربي عمومًا الفاعل والمؤثر إقليميًّا ودوليًّا وأزداد إحباطًا لتلاشي الدور الليبي المفقود وغياب صوتنا المدوي في مجريات السياسة الدولية الذي كان بالأمس القريب موجودًا ومؤثرًا ويقود المجموعة الأفريقية ومجموعة دول عدم الانحياز ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي التي كانت تمثل غالبية مؤثرة جدًّا في قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن.
تابعنا الأسبوع الماضي الجلسة التي خصصها مجلس الأمن الدولي بشأن “معالجة الظلم التاريخي وتعزيز التمثيل الفعال لأفريقيا في مجلس الأمن”، برئاسة دولة سيراليون التي ترأس مجلس الأمن لهذا الشهر؛ وكان فيها الدور الليبي وبكل أسف باهتًا وصوتنا غير مسموع، خافتًا مقارنة بمواقفنا القوية ذات يوم عندما كان لليبيا دور واضح جلي وصريح في الدعوة إلى إصلاح مجلس الأمن الدولي، ووضع حد لهيمنة الدول الكبرى على المجلس، وسعيها إلى توسعة قاعدة تمثيل أكبر لأفريقيا والدول النامية.
فلم تعد ليبيا اليوم تلعب نفس الدور المؤثر والقيادي الذي كانت تلعبه سابقًا في مثل هذه القضايا، ولم يعد لها دور في المنتظم الأممي ولا في غيرها من المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية التي تتمتع فيها ليبيا بعضوية كاملة وأصبح حضورها، كعدمه!!