الأخبار المحلية

الحساسية عند الأطفال.. مرض يمكن السيطرة عليه بالعلاج المبكر وتجنب المسببات

بنغازي – محمد كركارة
أكدت أخصائية طب الأطفال ورئيسة وحدة الجهاز التنفسي وحساسية الأطفال بمركز بنغازي الطبي، الدكتورة ريم ناصر السعيطي، أن الحساسية لدى الأطفال تُعد من الأمراض المنتشرة التي تختلف أسبابها من طفل إلى آخر، وغالبًا ما يكون العامل الوراثي سببًا رئيسيًا للإصابة بها.

وأوضحت الدكتورة السعيطي أن تحسس الأنف يُعد من أكثر أنواع الحساسية شيوعًا بين الأطفال، ويظهر على شكل حكة مستمرة في الأنف، وعطاس متكرر، وانسداد أو سيلان أنفي، مشيرةً إلى أن الأعراض تتفاقم عادةً عند التعرض لمسببات التحسس مثل العطور القوية، ودخان السجائر، ووجود الحيوانات الأليفة كالقطط والعصافير داخل المنزل.

وبيّنت أن الحساسية قد تكون دائمة إذا استمرت الأعراض لأكثر من أربعة أسابيع في السنة، أو موسمية تظهر في فترات محددة مثل فصلي الربيع والصيف نتيجة حبوب اللقاح أو أنواع معينة من الأشجار والزهور. وأضافت أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين حساسية الأنف والحساسية الصدرية، إذ إن معظم الأطفال المصابين بحساسية الصدر يعانون أيضًا من تحسس أنفي، مما يستدعي متابعة دقيقة وتنسيقًا في العلاج.

وشددت السعيطي على أن الخطوة الأولى في العلاج تبدأ بـ تجنب المسببات، موضحة أن التدخين يُعد من أبرز العوامل التي تُفاقم حالات التحسس، حتى وإن تم التدخين خارج الغرفة، لأن آثار الدخان تبقى على الملابس والهواء المحيط لعدة ساعات مسببةً التهيج للأطفال. كما دعت إلى الحفاظ على بيئة منزلية نظيفة وخالية من مثيرات الحساسية كالغبار والعطور والبخور وبعض أنواع الحيوانات المنزلية.
وفيما يتعلق بعلاج الحساسية الصدرية، أكدت الدكتورة أن استخدام بخاخات الصدر يجب أن يتم وفق تشخيص دقيق وتحت إشراف الطبيب المختص، مشيرةً إلى أن ليس كل سعال أو ضيق تنفس يعني أن الطفل مصاب بحساسية مزمنة، فالأطفال دون سن الخامسة غالبًا ما تكون الأعراض لديهم نتيجة التهابات فيروسية مؤقتة. أما الأطفال فوق سن الخامسة، فيمكن التأكد من التشخيص عبر اختبارات وظائف الرئة والتحاليل الخاصة، ومن ثم يُعطى العلاج اللازم للحفاظ على سلامة الشعب الهوائية.

ونفت السعيطي المفهوم الخاطئ القائل بأن الطفل قد يعتاد على البخاخات، موضحة أن هذه الأدوية تحافظ على صحة الرئتين وتمنع تليفها، مؤكدة أن العلاج المبكر والمتابعة الدورية يسهمان في شفاء نسبة كبيرة من الأطفال مع تقدمهم في العمر، إذ تصل نسب الشفاء إلى نحو 90% عند الالتزام بالخطة العلاجية.

كما دعت إلى فحص مستويات فيتامين (د) والحديد، نظرًا لأن نقصهما قد يضعف مناعة الطفل ويؤثر سلبًا على فعالية العلاج، مختتمةً حديثها بالتأكيد على أهمية رفع الوعي الصحي لدى الأمهات وتثقيف المجتمع بأن الحساسية ليست مرضًا مزمنًا إذا تم التعامل معها بالعلاج الصحيح وتجنب المسببات والمتابعة المنتظمة مع الطبيب المختص.

زر الذهاب إلى الأعلى