فصل جديد في النضال الفلسطيني

بقلم/ د. عبد السلام محمد إسماعيل
طوّر الشعب الفلسطيني نضاله الوطني وفق ظروف كل مرحلة وخصوصياتها، حيث خاض نضاله السياسي ضد سلطة الانتداب البريطاني مستهدفًا حث سلطة الانتداب البريطاني على وقف هجرة اليهود إلى فلسطين.
عقب قرار التقسيم، اندلعت حرب 1948(الثورة العربية الكبرى)، حيث خاض الشعب الفلسطيني ومعه الجيوش العربية حربًا طاحنة ضد الكيان الصهيوني، وعلى الرغم من إلحاق الهزيمة بالجيوش العربية، فإن ذلك لم ينهِ القضية الفلسطينية، كما لم ينهِ الحرب بين العرب والكيان الغاصب، حيث خاضت مصر ومعها الدول العربية ثلاث حروب قاسية (1956-1967-1973) تخللها أشكال جديدة من حروب التحرير الشعبية الفلسطينية عبر جبهة الأردن وجبهة لبنان. اتسمت هذه الحقبة بطابع النضال المسلح، كما اتسمت بمشاركة الجيوش العربية النظامية. أما على مستوى النضال السياسي فقد أنتجت هذه المرحلة منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.
عقب خروج قوات منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان وانتقالها إلى تونس، زعم البعض أن الخروج من بيروت يمثل بداية النهاية للنضال الفلسطيني، إلا أن تطور النضال الفلسطيني قد أسقط تلك المزاعم، وكان من أهم تلك التطورات، إعلان المؤتمر الوطني الفلسطيني (الجزائر 1988) عن قيام الدولة الفلسطينية، وابتكار أشكال جديدة للنضال الفلسطيني ممثلة في ثورة الحجارة إيذانا بفصل جديد من الكفاح الوطني المستمر.
مجددًا عندما اعتقد الكثيرون أن القضية الفلسطينية دخلت غياهب النسيان، شنت المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر 2023 هجومًا على القوات والمستوطنات الصهيونية (عملية طوفان الأقصى) استمرت المعارك رغم عدم التكافؤ لما يجاوز العامين.
عقب قبول حماس لخطة الرئيس ترامب، يزعم البعض مجددًا أن عملية طوفان الأقصى وما أعقبها من حروب طاحنة وإكراهات خطة ترامب، تمثل ضربة قاصمة للقضية الفلسطينية، متناسين دروس التاريخ التي تؤكد قدرة الشعب الفلسطيني على تطوير نضاله وفق مقتضيات كل مرحلة.
لا شك أن الشعب الفلسطيني على أعتاب فصل جديد من النضال الوطني.