مقالات الرأي

الرياضة مرآة الحضارة ونبض التنمية

د.علي المبروك أبوقرين

الرياضة مهمة في ممارستها، مهما كانت أنواعها وتصنيفاتها، ومهمة في منافساتها وأنشطتها، وفي ما يُقام عليها من بطولات وتباري محلي ودولي . فهي من أقدم الأنشطة البدنية والترفيهية التي عرفها الإنسان ومارسها عبر العصور ، فوضع لها قواعدها وضوابطها ، حتى تطورت لتصل إلى ما نراه اليوم من تنوع وغنى في الرياضات والأندية والفرق القومية والتنافس المحموم على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.

وللرياضة سحر خاص، فهي تخلق ولاءات لا تحدها الجغرافيا ولا تقيدها الجنسية، فالمشجع قد ينتمي لنادٍ من بلدٍ بعيد، واللاعب قد يحمل راية نادٍ لا يمت لوطنه الأصلي بصلة ، لكنهم جميعًا يلتقون تحت راية واحدة هي روح الرياضة.
فالغلالة الرياضية ليست مجرد زيّ ، بل رمز للانتماء والولاء والعاطفة ، والرياضة نفسها لم توجد فقط للمنافسة والفوز ، بل للممارسة والترفيه والتقارب بين الشعوب والأمم. فهي جسر إنساني عابر للحدود، تنشر السلام والمحبة والألفة ، وتجعل من الملاعب منابر للتفاهم لا ميادين للخصام ، والرياضة، بما تحمله من قيم الانضباط والمثابرة والاحترام المتبادل ، تُعد من المظاهر الحضارية الراقية التي تسهم في صقل ثقافة الأمم وتعزيز روح العمل الجماعي فيها. والاهتمام بها والتوسع في أنشطتها ونشرها بعدالة وإنصاف في المدن والقرى والمناطق النائية هو أحد آليات واستراتيجيات التنمية الشاملة، لأنها تبني الإنسان قبل أن تكرّم البطل.

وأما الانفتاح الدولي على الأنشطة الرياضية بالمشاركة أو الاستضافة فهو دليل على اهتمام الدولة وحرص مسؤوليها على الارتقاء بقطاع الرياضة والرياضيين ، وعلى تطوير البنية التحتية الرياضية كجزء من بنية الدولة الحديثة ، وكلما زاد هذا التوجه ، زادت معه فرص النهوض والتنمية ، وازدادت قوة الانتماء وروح التنافس الشريف ، وللرياضة بعدٌ آخر لا يقل أهمية ، فهي ذراع وقائية للنظام الصحي ، تحفظ العافية ، وتُقوّي الجسد والعقل، وتُسهم في الوقاية من الأمراض المزمنة ، وتدعم الصحة النفسية والاجتماعية ، وتجعل من الاهتمام بالصحة ممارسةً يومية لا استجابةً طارئة ، وإن مجتمعًا يمارس الرياضة بانتظام هو مجتمعٌ أكثر توازنًا وصحةً وإنتاجًا ، يعيش أفراده حياةً أكرم وأغنى بالعافية والقدرة والعطاء .

فالرياضة ليست ترفًا في حياة الأفراد ، بل ركيزة في صحة الأمم .

زر الذهاب إلى الأعلى