بعد فقدان نفوذها في إفريقيا… فرنسا تسعى لعرقلة التعاون الليبي الروسي

متابعات – الموقف الليبي
كشفت تقارير إعلامية فرنسية أن باريس تخطط لاستعادة نفوذها في شمال إفريقيا عقب تعيين الدبلوماسي المخضرم «تييري فالا» سفيرًا جديدًا لها في ليبيا خلفًا لـ«مصطفى مهراج». ويُنتظر أن يمثّل هذا التعيين فصلًا جديدًا في العلاقات الفرنسية الليبية، غير أن مصادر مطلعة تحدثت عن تحرّكات استخباراتية فرنسية تستهدف الوجود الروسي هناك.
وبحسب المعلومات، تستعد المخابرات الفرنسية لعرقلة الطائرات والخدمات اللوجستية الروسية في ليبيا بعد تراجع نفوذ باريس السريع في القارة الإفريقية وتقليص تعاون حلفائها السابقين معها. ويرى مراقبون أن باريس تتجه نحو ليبيا لتعويض خسائرها الإفريقية، في وقت بات فيه المشهد الليبي محكومًا بتوازنات بين الولايات المتحدة وتركيا وروسيا وإيطاليا، وهو ما جعل فرنسا تبدو وكأنها تركض خلف قطار التحالفات الذي سبقها.
ويشير مراقبون إلى أن فرنسا التي كانت حليفًا للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، وجدت نفسها اليوم على هامش الحياة السياسية، بعدما تقدمت روسيا وتركيا وتعاونتا مع القوات المسلحة، مع احتفاظهما بعلاقات دبلوماسية رفيعة مع كل من بنغازي وحكومة طرابلس.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد وجّه دعوة للمشير خليفة حفتر لزيارة باريس في فبراير 2025 لإعادة العلاقات، غير أن الزيارة لم تحقق النتائج المرجوة، ما دفع باريس لتغيير استراتيجيتها والانتقال من نهج التعاون إلى تقويض مواقع منافسيها المباشرين.
وتفيد مصادر مطلعة بأن فرنسا تحاول الحصول على معلومات حساسة من أحد القيادات الأمنية بشأن جدول رحلات الطائرات العسكرية الروسية في ليبيا لاستخدامها في خلق عقبات أمام الخدمات اللوجستية للطيران الروسي، من بينها عرقلة إمدادات الوقود وتأخير أو إلغاء الرحلات.
ويرى خبراء إستراتيجيون أن هذه التحركات تهدف لإضعاف التعاون المحتمل بين القيادة العامة للقوات المسلحة ووزارة الدفاع الروسية، والانتقام من موسكو بعد فشل باريس في منطقة الساحل، في محاولة للحفاظ على ما تبقى من نفوذها في القارة عبر وسائل دبلوماسية أو أنشطة سرية لضمان ترسيخ حضورها في ليبيا.