ملحمة الاعتذار التاريخي..!!

بقلم/ ناصر سعيد
حين تمر علينا الذكرى السابعة عشرة للاعتذار الإيطالي للجماهيرية العظمى وشعبها وقيادتها، نستذكر ملحمة كسر إرادة المستعمر وصنع نصر الثلاثين من أغسطس 2008م.
الثلاثون من أغسطس من كل عام يشكل علامة مضيئة في تاريخ ليبيا وشعبها وقيادتها التاريخية، ممثلة في قائدها الشهيد معمر القذافي. إنه تاريخ لن ينساه الليبيون، ولن تنساه الشعوب الحرة، ولن ينساه أنصار الحرية والانعتاق في كل أرجاء العالم.
في 30 أغسطس، خضعت إرادة الجلاد للضحية، وانخفضت هامة الظالم أمام المظلوم، وظهر الحق على ألسنة الجبابرة والمستعمرين، وانحنى سيلفيو برلسكوني، سليل الإمبراطورية الرومانية المتغطرسة وحفيد غراتسياني الغازي، ليقبّل يد بدوي عربي مسلم اسمه محمد ابن شيخ الشهداء عمر المختار، الذي أعدمه أجداده خلال عهد الاستعمار.
انحنى رئيس وزراء إيطاليا، وانحنى في شخصه كافة الغزاة والجبابرة عبر التاريخ أمام ضحاياهم، معتذرًا نادمًا طالبًا الصفح، معلنًا استعداد بلده وشعبه لتحمّل مسؤولية ما ارتكبه أسلافهم من جرائم في حق الشعب الليبي.
وهذه سابقة تاريخية شجعت دولًا ومجتمعات أخرى على طلب الاعتذار والتعويض عن فترة استعمارها، حيث بدأت أصوات في مصر لطلب اعتذار تركيا عن الحقبة العثمانية، وكذلك الجزائر عن الاستعمار الفرنسي، وإفريقيا عن مرحلة الاستعمار والعبودية.
واليوم، في زمن سلطة التافهين والعملاء والجهلاء، يُمَجَّد الغازي والسفاح والمستعمر، كما جاء على لسان المدعو مصطفى عبد الجليل الذي ثمّن مرحلة الاستعمار الإيطالي.
لكن تاريخ الأمم لا يُقاس بالنكسات أو الإخفاقات، بل تُسطره تضحيات أبنائها، وترسمه الدماء الزكية التي تروي ثرى الوطن وتغرس فيه إرادة الحياة وعزم المقاومة والصمود.
ومن واجبنا اليوم – على الرغم مما نمرّ به من محنة وجراح الفُرقة – أن نحتفل وسائر الشعوب الحرة المناضلة بهذه الذكرى الغالية، مترحمين على كافة شهداء الوطن وعلى رأسهم الشهيد القائد معمر القذافي ورفاقه الأبطال في معركة الدفاع عن الوطن.
وبمناسبة هذه الذكرى، أدعو أبناء شعبنا الأبي إلى التكاتف والالتحام مع قواته المسلحة العربية الليبية في حربها على الإرهاب، وفرض الاستقرار، وحفظ الأمن، وكسر شوكة المليشيات الإجرامية، من أجل استعادة الوطن وصون كرامته.