مقالات الرأي

الرحلة LN193: ناقوس خطر يهدد مستقبل الناقل الوطني

بقلم \ د. محمد محمد عيسى
خبير النقل الجوي والطيران المدني

عادت طائرة الخطوط الجوية الليبية يوم الجمعة 29 أغسطس 2025 من إسطنبول إلى طرابلس فارغة، بعد أن رفضت شركة IGA – و هو اختصار لـ “Istanbul Grand Airport” أو “مطار إسطنبول الكبير”، وهي الشركة التي بنت وتشغّل المطار – تقديم الخدمات الأرضية بسبب تراكم الديون على الشركة، رغم تحويل 50% من المبلغ المستحق خلال الأيام الماضية. وبذلك تُرك المسافرون عالقين في المطار، في حادثة لم يشهدها تاريخ الناقل الوطني منذ تأسيسه.

ما وراء الحادثة:-
هذه الأزمة ليست مجرد خطأ تشغيلي، بل انعكاس لمشاكل مالية وتشغيلية عميقة:
• اعتماد الشركة على تشغيل طائرة واحدة فقط، بينما بقيت طائرات أخرى رابضة في مطارات القاهرة وسبها وطرابلس بسبب العجز عن صيانتها.
• عدم استكمال رأس المال البالغ 563 مليون دينار.
• غياب تعويض الدولة عن أضرار تدمير طائرات الشركة عام 2014، رغم وجود تعهدات مكتوبة من الحكومات المتعاقبة قبل وبعد 2011.

المسؤولية المشتركة:-
إنقاذ الخطوط الجوية الليبية ليس مسؤولية الشركة وحدها، بل هو التزام على:
• الشركة الليبية الافريقية للطيران القابضة المالكة للشركة بنسبة 99% و التي يفترض أن توفر الدعم المالي والتشغيلي.
• الجهات الحكومية المختصة التي يقع على عاتقها حماية الناقل الوطني بوصفه رمز السيادة والهوية الليبية.

نداء عاجل :-
حادثة رحلة LN193 جرس إنذار صريح: استمرار الوضع الحالي يهدد بقاء الناقل الوطني. المطلوب تدخل عاجل وفعّال من الدولة والشركة القابضة لضمان التمويل، وإعادة الهيكلة، وتعويض الخسائر السابقة، حتى تستعيد الخطوط الجوية الليبية مكانتها ودورها الاستراتيجي في خدمة المواطنين والاقتصاد الوطني.
والله من وراء القصد

زر الذهاب إلى الأعلى