شعب البعثة وسؤال الوهم

بقلم/ خليفة احواس
بات جليا، أن كل ما تقوم به البعثة هو انعكاس لإرادة ورغبات الدول المهيمنة عليها والمستعمرة من خلالها لليبيا الحبيبة، استبشرنا خيرا باللجنة الاستشارية، لكن تعليق أحدهم ذات يوم استفزني ورأيت فيه شيئا من الغلو، لكن بإخراجها نتائج استطلاعها أمس، تبين أن صاحبي على حق وأنني على وهم، والشعب برمته الذي في جزء كبير منه لا علاقة له بالتحاليل والاستبيانات، خرج معبرا عن قرفه بالأجسام السياسية القائمة، ويطالب بمؤتمر تأسيسي ودستور وانتخابات سريعة، قالها بملء فيه في شوارع طرابلس وببيان رسمي أمام مقر البعثة، لكن نتائج استبيانهم كما يزعمون، قالوا إن أغلبية المستطلعين (42) على وزن عمر النظام السابق، قد أيدوا الانتخابات المتزامنة وتشكيل حكومة، وذلك ليس الواقع، وهي الصيغة التي تسمح للأجانب أن يديروا الأزمة كما يشاؤون وتستمر صيغة (المعترف بها دوليا) مستمرة، بما تمثله من مصادرة لمبدأ السيادة وحماية المدنيين الذي تغنوا به عام 2011..
حتى بفرض صحة ما ذهبت إليه البعثة الأممية، فإن بضعة آلاف كيف يمثلون الشعب الليبي، وهو الذي عداده بالملايين؟، وكيف غيابه لا يطرح سؤالا لديهم، وكيف لهم وهم يتغنون بعظمته أن يرضوا بهذه النسبة المتدنية والمشاركة البائسة، بل يقيمون الإحاطة القادمة على أساسها؟!
إن ما يحدث هو إخراج دولي لاستمرار الهيمنة والسيطرة بموارد الشعب الليبي بعد أن وصلوا بقاطرة غير وطنية لمصرفه المركزي ومؤسسة نفطه اللذين صار العبث بهما جهارا نهارا.
لا شرطة ولا جيش وبالأمس رأينا الخارجين عن القانون يجوبون الشوارع ويحيون الشعب، كتعبير أنه لا يوجد دولة، وأن ما نراه هو صيغة توافقية (حسب تعبيرهم) وأقول توافقية لإهدار ثروات ليبيا، ووصف أي عمل آخر بأنه (أحادي)، ما أريد قوله، إن قول إن الشعب يريد المتزامنة ولا يريد التغيير كذبة كل الشهور وليست كذبة أبريل، والادعاء أنهم يريدون رأي الشعب المستطلع رأيه وحماية مصالحه هو كذبة الأكاذيب، نحن الآن لا نملك إلا النفخ في الكلام، ندعو الله لعلها تكون ساعة إجابة، أن يخلص ليبيا مما هي فيه من عناء ومن عظيم بلاء، وأن يهلك المتنفذين الذين وطنهم بطنهم وأن يسوأهم سوء العذاب.