في حوار خاص| فتحية المطردي: أعتز بمشروع مستشفى الكلى في الزنتان وكسرت القيود النمطية بالتحاقي بالمؤسسة العسكرية

أجرى الحوار: كريمة الشبوكي
نسجت فتحية المطردي من مدينة بنغازي مسيرة استثنائية، بين الانضباط العسكري والدقة الهندسية، حيث بدأت حياتها مجندة ثم ضابطة في صفوف القوات المسلحة، قبل أن تتحول إلى مهندسة مدنية بارزة في مجال البنية التحتية والمشاريع التنموية.
ويُشار إلى أن فتحية المطردي ليست مجرد امرأة عبرت من ميدان إلى آخر، بل هي مثال حي على أن الإرادة والعزيمة يمكن أن تفتح أمام المرأة الليبية كل الأبواب، فقصتها دعوة ملهمة للجيل الجديد كي يتسلح بالمعرفة والإصرار، ويساهم في بناء وطن يليق بطموحاته.
و في هذا الحوار الخاص، نرافقها عبر محطات التحدي والتحول، لنكتشف كيف استطاعت أن تثبت أن المرأة الليبية قادرة على التفوق في أكثر من ميدان.
وإلى نص الحوار
كيف كانت بدايتك في المؤسسة العسكرية؟
منذ طفولتي كنت أرى في الجيش رمزًا للانضباط والقوة، وكنت أحلم بأن أكون جزءًا منه.
التحقت بالكلية العسكرية للبنات عام 1981 بعد إتمام دراستي الابتدائية، وواصلت داخلها مرحلتي الإعدادية والثانوية في بنغازي تخصصت في القوات الخاصة، الصاعقة والمظلات، حتى عام 1985 حيث تمت ترقيتي إلى رتبة عريف، ثم أكملت دراستي الثانوية المسائية، وبعدها حصلت على رتبة ضابط.
ما أبرز التحديات التي واجهتك كامرأة في السلك العسكري؟
التحديات كانت كثيرة، أهمها النظرة النمطية التي تحصر المرأة في أدوار محدودة.
كان عليّ أن أعمل بجهد مضاعف لأثبت أنني قادرة على أداء نفس المهام بكفاءة، سواء في التدريبات أو في المهمات الميدانية.
المجتمع آنذاك لم يتقبل بسهولة فكرة دخول الفتيات للمؤسسة العسكرية، لكن إيماني بحبي للوطن ورغبتي في المشاركة في الدفاع عنه كان أقوى من أي رفض أو انتقاد، خاصة وأننا كنّا أول دفعة في الكلية العسكرية للبنات.
كيف انتقلتِ من المجال العسكري إلى الهندسة المدنية؟
بعد قرابة تسع سنوات في القوات المسلحة، شعرت أن الوقت قد حان لخوض تحدٍ جديد، كنت أؤمن أن البناء لا يقتصر على حماية الوطن، بل يشمل أيضًا تشييد مشاريعه وخدماته. حصولي على دبلوم علوم عسكرية تخصص هندسة كهربائية كان نقطة البداية لدخولي المجال المدني.
عملت بدايةً في قطاع المرافق، ثم في بلدية بنغازي، وبعدها في جهاز تنمية وتطوير المدن، وحاليًا في صندوق الإعمار.
كيف أفادتك خبرتك العسكرية في عملك المدني؟
العسكرية غرست فيّ قيم النظام والانضباط والدقة وتحمل المسؤولية، هذه الصفات ساعدتني على قيادة فرق العمل، مواجهة التحديات الميدانية، والالتزام بالمواعيد المحددة لإنجاز المشاريع، إضافة إلى ترسيخ ثقافة احترام العمل والتفاني فيه.
ما المشروع الذي تفخرين به أكثر؟
أعتز كثيرًا بمشروع مستشفى الكلى في مدينة الزنتان، كان المبنى في حالة سيئة للغاية، والمرضى يعانون من سوء الخدمات، عملنا كفريق على إعادة تأهيله وتحويله إلى مؤسسة صحية تقدم خدماتها بأفضل صورة، وهو بالنسبة لي إنجاز إنساني قبل أن يكون هندسيًا.
ما رسالتك للمرأة الليبية الشابة؟
رسالتي لكل فتاة طموحة: لا تسمحي لأحد أن يرسم لكِ حدود أحلامك. اختاري ما تحبين، واعملي بإصرار، وواجهي التحديات بشجاعة، فنحن النساء قادرات على خوض معارك الحياة وتحقيق النجاح في أي مجال نختاره.


