مقالات الرأي

‏‎كؤوس رمزية بدلًا من ملايين مهدرة

بقلم/ أحمد رمضان

الدوري الليبي في مدينة ميلانو يمثل عبئًا ماليًا ضخمًا على الدولة الليبية والاتحاد الليبي لكرة القدم، حيث تُنفق ملايين من العملة الصعبة سنويًا دون وجود أي عوائد مالية حقيقية تعود بالنفع على الرياضة أو الاقتصاد الوطني. هذا النموذج غير المستدام يتناقض مع المبادئ الأساسية للرياضة المحترفة، حيث يفترض أن تكون الأندية مسؤولة عن تمويل نفسها من خلال مصادر دخل مثل الإعلانات والرعاية وحقوق البث، لا أن تعتمد على دعم الدولة. 

استمرار هذا النهج يضعف قدرة الدولة على توجيه مواردها نحو أولويات أكثر أهمية، ويخلق حالة من التراخي داخل الأندية التي لا تسعى إلى تطوير بنيتها المالية أو الإدارية. من الناحية الرياضية، لا يقدم هذا الدوري أي قيمة مضافة حقيقية، فلا هو يطور المواهب المحلية ولا يخلق منافسة ترتقي بالمستوى الفني، بل يكتفي بعرض مشاهد لا تعكس طموحات الجماهير وأصبحت تخضع للنفوذ السياسي ولا تخدم مستقبل الكرة الليبية. 

المطلوب اليوم من الاتحاد الليبي لكرة القدم أن يتحمل مسؤوليته ويوقف هذه الممارسات التي لا تخدم الرياضة، وأن يضع آلية واضحة تلزم الأندية بتمويل نفسها، وتمنح الجوائز بناءً على الأداء الرياضي الحقيقي لا على المجاملات أو النفوذ. ولإنهاء هذا الصراع العبثي الذي لا طائل منه، يمكن ببساطة منح كل نادٍ كأسًا رمزيًا يضعه في خزانته ويكتفي به، بدلًا من الاستمرار في دوري مكلف لا يحمل أي معنى تنافسي حقيقي. إصلاح الرياضة يبدأ من وقف الهدر وبناء منظومة تعتمد على الكفاءة والاستقلالية، لا على الدعم الحكومي غير المبرر.

زر الذهاب إلى الأعلى