رؤية لفتح الأبواب!!

بقلم/ سالم أبو خزام
في الأذهان والأدمغة الليبية الفعالة يتلاقى عدد من الخطوط لتتقاطع وهي تسير بتفكير علمي له مبرراته نحو ضرورة وأهمية بناء وقيام الدولة الليبية الواعدة والمزعومة، أظن أن كل ما يطرح وتصدر بشأنه مشروعات نحو قرارات أغلبها ذاهبة بليبيا إلى النظام الجمهوري، ولعل النظام الجمهوري للنموذج الفرنسي هو الأقرب لأغلب التفكير الليبي!! هنا أعني على وجه الخصوص الطريقة في إفراز الرئيس.
لكن قبل ذلك، علينا أن نلاحظ طريقة تماسك الدولة وأهمية أعمدتها، بلا شك أن الجيش هو الضامن لكل هذه الركائز الأساسية، بل هو في مقدمتها.
.. إن القوات المسلحة هي عمود أساسي لا غنى عنه وعلى وجه الإطلاق لتلتف عليه الدولة ومؤسساتها بالكامل.
.. إن كل ما يطرح للنهوض بالدولة وعلى وجه التحديد بالعاصمة طرابلس، هو قيام دولة (هلامية) بسبب عدم جدية مؤسسة الجيش، وهذا مقصود لإبقاء ليبيا واهنة ضعيفة تترنح باستمرار لسهولة السيطرة عليها واغتصاب خيراتها ومكاسبها المالية باستمرار، إن المتخندق وراء هذه الفكرة جماعة الإخوان المسلمين وبالأحرى الإسلام السياسي!!
لتبقى ليبيا منزوعة السلاح بشكل حقيقي يضاف إلى ذلك عدم وجود رئيس لتوحيد صفوفها وقيادتها.
كما أن نهب وتوزيع قطع السلاح يكفي لاندلاع حروب محدودة تنزع الثقة والوئام المجتمعي مضمونة وفقا لهذا النظام (الهلامي)!!
.. غير أن الشرق الليبي توهج وأفرز قيادة حقيقية أدركت انحسار فبراير وضمورها حتى فقدت انطلاقتها الأولى تدريجيا حتى انتهت بسبب مفاسد كثيرة ولا حصر لها!!
.. لم يتحسن الشرق الليبي أبدا إلا ببداية نهوض المؤسسة العسكرية، وبدأت أولى خلايا الجيش تقوض دولة العبث والخراب وأشكاله المتعددة من ظلاميين وقاعدة وزنادقة والدواعش الإرهابيين وكل هذه العناصر المخربة، أيدي الاستعمار الحقيقي والمدعومين منه!!
.. أقول إن الجيش بحماسه وإيمانه والانتماء للوطن استطاع أن يمسك زمام المبادرة ويخوض أعتى المعارك حتى كتب الله له النصر.
.. جيشنا انتصر وبالتالي تراجعت كل الأفكار الهدامة وانحسرت وأخذت تضيق على من أحدثها، فانتصرنا بعد دماء وعرق ودموع وشهادة وكانت فرصة وتوهج جديد لظهور بطل جديد صعب المراس هو المشير ومعه مجموعة من الضباط الشجعان والجنود البواسل.
.. رسخت (ثورة الكرامة) لكل الشعب الليبي واستنهضت الهمم وزحفت إلى الإمام لتحرير ليبيا شبرا شبرا، وقامت القوات المسلحة العربية الليبية بدورها على أكمل وجه.
.. بعد:
١. بناء القوات المسلحة وتسليحها.
٢. تحرير البلاد وتأمين حدودها والاطمئنان على مكتسباتها لكل جماهيرها وشعبها، باستثناء العاصمة والغرب الليبي!!
٢. تحرير حقول النفط والموارد الاقتصادية.
٤. القضاء على الإرهاب.
٠٠ كان من الممكن تحقيق كل المكاسب وتحرير كل أرجاء البلاد خاصة العاصمة طرابلس وكل الغرب الليبي. إلا أن الدول الكبرى والفعالة بمجلس الأمن، لها رأي آخر يمكن إيجازه في التالي:
إن تحرير طرابلس وإعلان انتصارها بثورة الكرامة كان في اليد، ولكن لا يراد للبطل المشير خليفة حفتر أن يتحول إلى (بطل قومي)، وبكل صراحة كان قادر تماما على سحل التشكيلات المسلحة وإنهاء وجودها أصلا، رغم النجاح الإعلامي في إطلاق (ملحمة الإعواء)!!
غير أن تحرير الأوطان يبغي الصبر والتضحية والفداء وتقديم المزيد من الجهود وفهم وقائع السياسة الدولية وتفكيك لوغاريتماتها، عن طريق فريق من المستشارين المختصين.
على أثر ذلك، تراجعت القوات المسلحة إلى خطوطها الخلفية وفهمت رسالة وما ترمي إليه الدول الكبرى!!
إن الدول الكبرى والمجتمع الدولي المتحكم في مجلس الأمن أراد أن تمضي الأمور بسلاح التفاوض لتمرير الوقت، فعدنا إلى الخطوط الخلفية والاستعداد للدخول في لعبة السياسة بشيء من الحذر والانتباه.
أطرح:
١. تظل السيوف في أغمادها حيال طرابلس ولو مؤقتا ولا نهدر الوقت، بل يستثمر في برنامج (الإعمار والتنمية) في مسؤوليات هندسية معتبرة.
٢. الدعم المستمر للقوات المسلحة بالتطور في استحداث السلاح وتنوعه لتعزيز القوة والتفوق على الآخر، مع الاستمرار في تخريج دفعات جديدة من الضباط.
٣. التعزيز في جميع المواقع بالقوة الناعمة من مستشارين وفنيين متخصصين ومهندسين وأطباء وطيارين والاعتماد كليا خاصة في المواقع الهامة بعناصر الثقة والكفاءة كأداة فعالة نحو النجاح.
٤. الاستمرار في سياسة الانفتاح على العالم خاصة أوروبا _ بالقوة الناعمة_ وتحييد بعض الأطراف بالوقف في الوسط لإحراجهم.
إن فتح نوافذ جديدة على فرنسا وإيطاليا وتركيا وأيضا الباكستان هو عمل مؤكد يجنبنا مواجهات نحن في غنى عنها، كما أنه يضعف الأطراف الأخرى ويربك حساباتها!!
٥. توثيق الصلات مع روسيا والصين وكوريا وطرح المبادرات في ظل متغيرات كثيرة يشهدها العالم اليوم.
٦. الديموقراطية في ليبيا تشهد حالة من العبث وخلط الأوراق تأثرت بالانقسامات السياسية، المقصودة ما أحدث تشظيا واسعا مقصودا. فالقرارات الصائبة استراتيجيا تحتاج إلى الحسم المغلف بالقوة، وهذا ما تحتاجه بلادنا للنهوض بها، والعودة للديموقراطية تحتاج إلى مدرسة وبيئة صالحة ومناسبة، وهذا يغيب عنا في أوقاتنا الحاضرة، ما يجعلنا نطويها مؤقتا.
٧. التأكيد على ثبات سياستنا الإقليمية ومصر مفتاح رئيسي في اتباع هذه السياسات نظرا لدورها الإقليمي والتاريخي المشرف.
٨. بلادنا بما فيها بعض المدن الليبية تحمل وبكثرة وبأعداد مهولة من يؤيدون ويدعمون (ثورة الكرامة) وأصبحوا يجاهرون بها ما يعني التضييق على الآخر، فالجمهور يؤمن بالوقائع والأحداث المشرفة وهي صارت بلا حصر من كثرتها.
.. درجنا على أن النضال يأخذ أشكالا متعددة، وعلى شعبنا التحلي بالصبر والانحياز نحو ثورة الكرامة والكفاح معها والالتفاف حولها وفهم أولويات المجتمع الدولي، ونحن ضمن الأسرة الدولية، ولابد من خطوات سياسية قادمة تبين رغبتنا في التعاون وتبادل تحقيق المصالح وعدم موافقتنا على التدخل في الشؤون الداخلية لمجموعة الدول واحترام سيادتها.
.. إننا نقول للعالم بلادنا ترحب بكم وهي مفتوحة على مصاريعها لتبادل المنفعة والمصلحة، لكن في إطار احترام سيادتنا وعدم التدخل في شؤوننا الداخلية.