حراك متواصل ورؤى واعدة..إعادة إحياء اتحاد الأدباء والكتاب ببنغازي
متابعات -الموقف الليبي
يشهد المشهد الثقافي في مدينة بنغازي هذه الأيام صحوة أدبية وتنظيمية لافتة، تمثلت في سلسلة من اللقاءات والملتقيات والاجتماعات التي تنظمها رابطة الأدباء والكتاب الليبيين – فرع بنغازي، بهدف إعادة إحياء الاتحاد وتجديد دوره كمظلة جامعة للمبدعين والمثقفين، ومنبر فاعل لصوت الكلمة الحرة.
■ ملتقى تأسيسي لإطلاق مرحلة جديدة
وقد كانت الانطلاقة الفعلية لهذا الحراك يوم الأحد الموافق 11 مايو 2025، حيث احتضن مركز وهبي البوري الثقافي أعمال الملتقى الأول لاتحاد أدباء وكتّاب بنغازي الكبرى، الذي جمع نخبة من الأدباء والكتّاب والمثقفين، في لقاء حواري أكد على أهمية الكلمة كأداة تنوير ومقاومة في وجه الظلام والتخلف والاستلاب.
وخرج الملتقى بعدد من التوصيات المفصلية التي وضعت خارطة طريق نحو تأسيس اتحاد أكثر حضورًا وتأثيرًا، من أبرزها:
- تشكيل لجنة لمراجعة القانون رقم (44) لسنة 1976م بشأن إنشاء الاتحاد.
- التواصل مع وزارة الثقافة لإنشاء هيئة متخصصة في طباعة ونشر وتوزيع الكتاب الليبي.
- تخصيص مقر دائم للاتحاد بمدينة بنغازي.
- إنشاء منظومة إلكترونية داخلية لتوثيق السير الذاتية للأدباء والكتّاب.
- تنسيق الجهود بين الاتحاد ووزارة الثقافة في المشاركات المحلية والدولية.
- التواصل مع المجلس البلدي لإطلاق أسماء رموز أدبية وثقافية على شوارع المدينة.
- إحياء المواسم الثقافية السنوية، والتحضير لعقد “الملتقى العام للأدباء والكتاب الليبيين”.
■ خطوات تنفيذية واجتماعات دورية
وفي إطار متابعة تنفيذ توصيات الملتقى، عقد رئيس فرع الاتحاد الأستاذ محمد المسلاتي مساء الخميس 19 يونيو 2025، اجتماعًا موسعًا بمركز وهبي البوري لمراجعة الإجراءات المتخذة، والتأكيد على أهمية بناء اتحاد فاعل يخدم الأدباء ويعكس صوتهم في المشهد الثقافي.
كما عُقد اجتماع آخر يوم السبت 28 يونيو 2025، تقرر خلاله تشكيل لجنتين متخصصتين، واحدة ثقافية وأخرى قانونية، إضافة إلى قرار إنشاء صفحة إلكترونية رسمية تُعنى بنشاطات فرع الاتحاد وتوثق خطواته.
■ ضمن الموسم الثقافي: محاضرة حول ميثاق السياسات الثقافية
واستمرارًا في تنشيط الحراك الثقافي، نظّمت رابطة الأدباء والكتاب الليبيين – فرع بنغازي مساء الخميس الموافق 10 يوليو 2025، محاضرة فكرية بعنوان:
“نحو ميثاق وطني للسياسات الثقافية.. دور اتحاد الكتّاب”
قدّمها الأديب حسام الثني في رواق الشاعر محمد المهدي بمركز وهبي البوري الثقافي، وذلك بحضور نخبة من الأدباء والكتّاب والمثقفين والمعنيين بالشأن الثقافي.
وتأتي هذه المحاضرة ضمن الموسم الثقافي للرابطة، الذي تشرف عليه اللجنة الثقافية، تأكيدًا على أهمية التأسيس الفكري والتشريعي لعمل الاتحاد، وتعزيز حضوره في صياغة السياسات الثقافية الوطنية.
■ لقاءات رسمية لتعزيز التعاون والدعم
وفي خطوة تعكس الاهتمام المؤسسي بهذا الحراك، التقت وزير الثقافة والفنون، د. صالحة الدروقي، يوم الثلاثاء 8 يوليو 2025، برابطة الأدباء والكتاب الليبيين – فرع بنغازي، حيث استعرضت اللجنة أبرز التوصيات والمقترحات المنبثقة عن الملتقى الأول، ومنها:
- دعم طباعة ونشر المؤلفات الليبية.
- توثيق الإرث الأدبي إلكترونيًا.
- التحضير للملتقى العام الوطني للأدباء والكتاب.
وأكدت الوزيرة دعمها الكامل لهذه التوجهات، مشيدةً بالدور الريادي الذي يلعبه الأدباء والمثقفون في الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز الثقافة كمكوّن أساسي للتنمية المستدامة.
■ الأدباء في حضرة القيادة العامة
كما استقبلت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية صباح الإثنين 14 يوليو 2025، وفدًا من رابطة كتّاب وأدباء بنغازي، ضمّ عددًا من الوجوه الأدبية المعروفة، مثل: محمد العنيزي، محمد المسلاتي، أنور الشويهدي، سعاد خليل، وعائشة بازامة، في لقاء جمعهم بالأمين العام للقيادة العامة الفريق أول “خيري التميمي”، رفقة مدير إدارة التوجيه المعنوي اللواء “خالد المحجوب”.
وناقش اللقاء القضايا التي تواجه الأدباء والناشرين، وطرح عدة مبادرات لتطوير الإنتاج الثقافي، بما يعزز دور الأدب في بناء الفكر الوطني، ويُسهم في إصلاح النسيج المجتمعي.
■ نحو اتحاد فاعل يعكس نبض الكلمة
جميع هذه الخطوات تؤكد أن فرع اتحاد الأدباء والكتاب بمدينة بنغازي يسير بخطى ثابتة نحو التفعيل الحقيقي لمؤسساته، من خلال رؤية تشاركية تقوم على التنسيق مع الجهات الرسمية، ورغبة صادقة في بناء مشهد ثقافي يتجاوز الطارئ والسطحي نحو عمق الكلمة وقيمتها الحضارية.
ويأمل القائمون على الاتحاد أن يكون هذا الحراك بداية جديدة لـ مؤسسة ثقافية قادرة على تمثيل الأدباء الليبيين، والدفاع عن صوتهم، والمشاركة الفاعلة في صناعة مستقبل ثقافي يليق بليبيا ومبدعيها.
