مقالات الرأي

إداريون دخلاء على الرياضة!

بقلم/ أحمد رمضان 

تبدأ أزمة الرياضة في ليبيا وخصوصا كرة القدم الأكثر شعبية من تسلق بعض من يسمّون أنفسهم “إداريين”، إلى مفاصل وتسيير وإدارة اللعبة، وهم في الواقع دخلاء على الأندية لا علاقة لهم بالرياضة لا من قريب ولا من بعيد. لا يحملون مؤهلات رياضية، ولا حتى ثقافية أو قانونية، بل في الغالب هم أشخاص لا يفقهون شيئًا في الإدارة الرياضية، ولا يعرفون معنى الانضباط أو الروح الرياضية. وكل ما يربطهم بالرياضة ما يحققونه من مكاسب مادية شخصية واستمرار وجودهم مرتبط باستمرار الفوضى في الأندية والملاعب، لأنهم يعلمون أن ذلك هو السبيل الوحيد لبقائهم.

لقد تحولت الملاعب الليبية في السنوات الأخيرة إلى ساحات توتر وصراع، نتيجة تصرفات رعناء من إداريين دخلاء فقدوا الإحساس بالمسؤولية. إداريون يمارسون البلطجة بكل أنواعها، باللفظ والفعل، ضد الحكام، وضد لاعبي الخصم، وأحيانًا حتى ضد لاعبي فرقهم! تصرفات لا تليق بعالم الرياضة، ولا تمت للأخلاق الرياضية بصلة، وتجد هذه الممارسات من يبررها ويدافع عنها، بل يكافئ من يرتكبها أحيانًا، ما يجعل البلطجة سلوكًا مشروعًا في نظر الكثيرين، المشكلة لا تقف عند الإداريين فقط، بل تمتد إلى بعض الجماهير المتعصبة الدخيلة على أنديتهم التي يغذيها بعض الإداريين الدخلاء ما يعمق التوتر ويحول المباريات إلى ما يشبه ساحات المعارك، بدلًا من أن تكون مناسبات للتنافس الشريف والاستمتاع باللعبة.

هذا التلوث الأخلاقي يهدد مستقبل الرياضة عامة وكرة القدم خاصة، ويدفع بالشباب المؤهل والكوادر النزيهة إلى الابتعاد عن مجال إدارة الرياضة في ظل هذه الأجواء، من سيعمل أو يلعب أو يحكم في بيئة مليئة بالعنف والفوضى؟!!

نقولها بوضوح: لا إصلاح حقيقي لكرة القدم الليبية دون إبعاد هؤلاء “الإداريين الدخلاء” عن الأندية والاتحادات المعنية. ويجب إعادة تعريف من هو الإداري، وفق ضوابط قانونية وأخلاقية واضحة. الإداري هو قدوة، هو من يزرع الاحترام ويقود بروح رياضية، لا من يزرع الفتن ويقود بالعصبية والعنف.

إنقاذ الكرة الليبية يبدأ من هنا: من وضع حد للفوضى، ومن محاسبة كل من يُسيء للعبة، أيًا كان موقعه أو اسمه. كرتنا لن تتعافى إلا إذا طُرد هؤلاء المتسلقون من الملاعب.

زر الذهاب إلى الأعلى