ملفات وتقارير

ترامب يفشل في إقناع بوتين بوقف الحرب في أوكرانيا ويضع مهلة 50 يومًا أمام روسيا

تقرير – سيد العبيدي

تحديات السلام والعقوبات الأمريكية

تواجه جهود وقف الحرب وإرساء السلام بين روسيا وأوكرانيا تحديًا جديدًا قد يدفع بالأزمة إلى مزيد من التوتر، وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي فرض مزيد من العقوبات على روسيا بنسبة 100 %، في حين وصف الكرملين تهديدات ترامب بـ”الخطيرة، والتي يتعين على موسكو تحليلها”.

ترامب وحلف “الناتو”: دعم جديد لأوكرانيا

والاثنين، قال ترامب خلال لقائه الأمين العام لحلف “الناتو” مارك روته، إن الولايات المتحدة الأمريكية سترسل شحنات أسلحة جديدة إلى أوكرانيا عبر حلف الناتو ستدفع ثمنها دول الاتحاد الأوروبي، وحذر من أن مشتري الصادرات الروسية سيواجهون عقوبات ما لم توافق روسيا على اتفاق سلام بشأن أوكرانيا، في غضون مهلة قدرها 50 يومًا. حسب قوله.

خلفية الأزمة المستمرة

وتستمر الحرب الروسية الأوكرانية للعام الرابع على التوالي دون التوصل إلى اتفاق سلام بين البلدين رغم العديد من المبادرات التي طرحت خلال تلك السنوات منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022، على خلفية سعي أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، وهو ما اعتبرته موسكو تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.

ترامب يفشل في إقناع بوتين

ومنذ تنصيب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية أجريت 4 جولات من مفاوضات وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، بدأت في مارس 2025، أمريكية – روسية مستقلة في السعودية “الرياض وجدة”، وذلك للتفاوض حول وقف محدود يخص البنية التحتية للطاقة ووقف إطلاق النار في البحر الأسود.

في مايو – يونيو 2025، جرت جولتان مباشرتان بين وفدي روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، الجولة الأولى يوم 16 مايو 2025 “مدتها أقل من ساعتين، نتج عنها اتفاق تبادل أسرى فقط”.
الجولة الثانية يوم 2 يونيو 2025 في إسطنبول، انتهت أيضًا دون وقف شامل للنار، لكن شملت مزيدًا من اتفاقيات تبادل الأسرى والجثث.
وفي كافة الجولات فشلت إدارة ترامب في إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوقف الحرب في أوكرانيا.

حلف الناتو يغازل أمريكا

من جهته قال الأمين العام لحلف “الناتو” مارك روته، خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، إن “الولايات المتحدة أقوى دولة، كما أنها تعتبر شرطة العالم أجمع”.

وأضاف مارك روته، في تعليقه على قرار “إمدادات الأسلحة الأمريكية لأوكرانيا”:
“مع مراعاة احتياجات الولايات المتحدة نفسها، ليس الأمر كما لو كنت تبحث عن قائمة مشتريات، بل يمكنك طلب ما تريد، لأننا نضمن أن الولايات المتحدة تحتفظ بما تحتاجه، ونحافظ في النهاية على التواصل”.

رفض المشاركة في شراء أسلحة لأوكرانيا

وتعليقًا على تصريحات ترامب وأمين عام حلف الناتو، أكدت وسائل إعلام إيطالية أن روما لن تشارك في مبادرة شراء أسلحة أمريكية موجهة لأوكرانيا، مشيرة إلى أن السبب الرئيسي يعود إلى نقص الموارد المالية.

كما أوضحت أن روما لن تحذو حذو ألمانيا، التي أعلن مستشارها فريدريش ميرتس مؤخرًا عن نيته شراء أنظمة دفاع جوي Patriot من الولايات المتحدة لتسليمها إلى كييف.

وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة Politico أن فرنسا أيضًا ليست مهتمة بالمشاركة في هذه المبادرة، مفضلة تطوير صناعتها الدفاعية، فيما أعلن رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا أن بلاده لن تنضم إلى هذه الخطة.

ترامب: أوروبا ستدفع ثمن تسليح أوكرانيا

أعلن ترامب أن “الدول الأوروبية ستشتري أسلحة أمريكية الصنع لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها”، مهددًا بفرض “رسوم جمركية ثانوية بنسبة 100%” على روسيا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال 50 يومًا.

وأضاف أن المساعدات العسكرية القادمة ستشمل أنظمة باتريوت الدفاعية، مع خطط لتجديد الترسانة الأمريكية.

فشل جولات التفاوض الأربعة

وفي حديث لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، قال ترامب إن إدارته ناقشت إمكانية التوصل إلى اتفاق مع روسيا بشأن وقف الحرب 4 مرات منذ توليه الرئاسة في يناير الماضي.

كما نفى أن تكون مهلة 50 يومًا طويلة، مع الإشارة إلى إمكانية الاتفاق قبل انقضائها، معبرًا عن خيبة أمله في بوتين.

روسيا ترد: التهديدات “خطيرة ولكن استعراضية”

قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن تصريحات ترامب “خطيرة للغاية” وتستحق التحليل. وأضاف أن “بعضها موجه شخصيًا إلى الرئيس بوتين”، وأكد أن روسيا لا تعتبر ما يحدث في واشنطن إشارة للسلام، بل لاستمرار الحرب.

كما أكد رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، دميتري ميدفيديف، أن روسيا لا تكترث لـ”التهديدات المسرحية”، واعتبرها نوعًا من الاستعراض الإعلامي.

وقال نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي كونستانتين كوساشيف إن المهلة التي حددها ترامب قد تشهد تغيّرات كبيرة، مشيرًا إلى استفادة المجمع الصناعي العسكري الأمريكي من شراء الأسلحة.

موسكو: التسوية مستحيلة دون اعتراف بالأسباب الحقيقية

أكدت البعثة الروسية الدائمة لدى الاتحاد الأوروبي أن التسوية السلمية مستحيلة دون اعتراف بروكسل بالأسباب الجذرية للصراع، محمِّلة الاتحاد مسؤولية إشعال الأزمة.

وفي بيانها، شددت على أن التخلي عن نهج المواجهة ضروري، وأن العقوبات الغربية أثرت على الاقتصاد العالمي ككل، وليس فقط على روسيا.

أوكرانيا: لا طائل من المفاوضات الحالية

من جهته، رأى الجانب الأوكراني أن الوفد الروسي الحالي لا يحمل تفويضًا فعليًا لتقديم تنازلات، وأن جولتي المحادثات انتهت بمطالب غير مقبولة لدى كييف.

عقوبات أوروبية جديدة على روسيا

الجمعة، أعلن الاتحاد الأوروبي عن واحدة من أقوى حزم العقوبات ضد موسكو، استهدفت قطاعات البنوك والطاقة والصناعة العسكرية.

وقالت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية، إن العقوبات تهدف إلى تقليص ميزانية روسيا الحربية، واستهداف “أسطول الظل” ومصادر تمويل البنوك الروسية، إلى جانب حظر خط “نورد ستريم” وخفض سقف أسعار النفط الروسي.

كما أشارت إلى استهداف البنوك الصينية التي تمكّن روسيا من تجاوز العقوبات، ومنع صادرات التكنولوجيا المستخدمة في صناعة الطائرات المسيّرة.

زر الذهاب إلى الأعلى