مقالات الرأي

فزان 2030: المبادرة الوطنية التي قد تغيِّر المعادلة

بقلم/ محمود امجبر

وسط أزمات الانقسام السياسي، واستمرار التدخلات الأجنبية، وغياب الثقة بين الأطراف، تقف ليبيا اليوم أمام مفترق طرق تاريخي يتطلب مشروعًا وطنيًّا حقيقيًّا يعيد للبلاد توازنها ووحدتها.

لطالما شهدت الساحة الليبية مبادرات عديدة، أبرزها مبادرة المصالحة الوطنية عام 2021، التي قادها المجلس الرئاسي، ومبادرة المبعوث الأممي باتيلي في 2023. ورغم الآمال التي علِّقت عليها، فإن غياب آليات التنفيذ، وانعدام الإرادة السياسية، وتهميش الجنوب في الحوارات، أفقدها الزخم والشمول المطلوب، ولم تحقق اختراقًا حقيقيًّا في المسار السياسي.

وفي هذا السياق، تخرج اليوم من الجنوب – وتحديدًا من فزان – مبادرة وطنية جديدة يقودها نخبة من الأكاديميين والمثقفين والسياسيين، تحمل رؤية جادة ومتكاملة لإعادة بناء الدولة، وتوحيد القوى الوطنية بعيدًا عن الجهوية والقبلية. هذه المبادرة، التي تندرج ضمن رؤية “فزان 2030″، ليست مجرد وثيقة أو نداء رمزي، بل مشروعًا واقعيًا قابلًا للتنفيذ، ينطلق من ثوابت وطنية راسخة لا خلاف عليها.

ما يميز هذه المبادرة أنها تستند إلى موقف الجنوب التاريخي في الحياد والتوازن، إذ لم يكن يومًا طرفًا في تأجيج الصراعات، بل ظل حريصًا على وحدة الوطن واستقراره. وهذا يجعل منها مبادرة تحظى بقبول واسع، وتمنح الشركاء في الوطن مساحة حقيقية للمشاركة دون إقصاء أو تهميش.

أهداف المبادرة:

  • بناء دولة موحدة ومستقلة.
  • إنهاء التدخلات الأجنبية.
  • مكافحة الفساد.
  • استيعاب كافة الأطراف على أساس وطني.

ما يجعلها مختلفة:

  • انطلاقها من الجنوب يمنحها طابعًا حياديًّا وجامعًا.
  • تصميمها على احتواء كل الرؤى والتوجهات الوطنية.
  • قدرتها على خلق نموذج واقعي قابل للتطبيق.
  • توافر الإرادة الشعبية الداعمة، خاصة مع تآكل شرعية المؤسسات القائمة.

إن مبادرة فزان 2030 تُعد فرصة ثمينة لإعادة رسم ملامح الدولة الليبية، بعيدًا عن الصيغ الفاشلة السابقة، ومبنية على شراكة حقيقية وعدالة اجتماعية. إنها بوابة للعبور نحو المستقبل الذي يستحقه الليبيون جميعًا.

زر الذهاب إلى الأعلى