أدوات ووسائل الاختراق الغربية للدول والمجتمعات

بقلم/ عبدالله الربيعي
تعددت أدوات ووسائل الاختراق للدول والمجتمعات المستهدفة من طرف الرأسمالية الغربية واتخذت أشكالًا وأساليب مختلفة، منها الصلبة كاستخدام القوة المسلحة والعقوبات والحصار الاقتصادي وتجنيد العملاء للقيام بالاغتيالات والانقلابات العسكرية؛ اغتيال تشي غيفارا، اغتيال لولمبا في الكونغو، تدبير الانقلاب العسكري من خلال الجنرال بنوشيت على حكومة السلفادور اللينيدي في تشيلني، تشجيع غوربا تشوف على تفكيك الاتحاد السوفيتي، تبني الرئيس السادات وتشجيعه على الانقلاب على أفكار ومشروع عبدالناصر في مصر والبلاد العربية، مشروعات كثيرة تبناها الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على اختراق الدول التي تبنت سياسات مناهضة للمشروع الغربي الإمبريالي توطئة لغزو وتدمير هذه المجتمعات والدول وتفكيكها من الداخل وصولا لتدميرها وتحويلها إلى دول فاشلة أو تابعة تخضع للأوامر والتوجهات الأمريكية والغربية، من هذه الوسائل استخدام منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية والأحزاب والحركات التي تم تجنيدها بشكل مباشر أو غير مباشر للتبشير بالديمقراطية والتحول الديمقراطي على الطريقة الغربية منها على سبيل المثال وليس للحصر: حركة كفاية وحركة 26 أبريل في مصر، ومشروع ليبيا الغد ومرفقاته الجمعيات الحقوقية، ومركز التطوير الاقتصادي وغيرها، وجماعة إعلان دمشق — ميشيل كيلو وجماعته، والمعارضات العربية التي كانت تتخذ من دول غرب أوروبا ملاذا آمنا لعملها وأنشطتها التي كانت تعمل على استهداف زعزعة الاستقرار والانقلاب لحكم مجتمعاتها.
رئيس جهاز المخابرات الأمريكية المستقيل الجنرال جيمس كلابر يقول بعد فشل ما يسمى بالربيع العربي كان التخطيط غير مدروس وتم صرف المليارات من الدولارات على منظمات المجتمع المدني. في الدول التي استهدفت بثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن، حيث دربت حكومة أوباما آلافًا من الحقوقيين والخونة وأطلق عليهم “نشطاء ثوريين” لكن النتيجة كانت مخيبة للآمال، حيث ظهر الإرهاب وداعش والميليشيات المسلحة الإجرامية، وهذه شهادة موثّقة أن ما يسمى بثورات الربيع العربي عمل عدواني ومخطط وليس منبثقة من معاناة الشعوب نفسها وليست عملا وطنيا خالصا كما روج له من أطراف متعددة.
ومن وسائل الاختراق التي شاهدناها أخيرا في الحرب الصهيونية الأمريكية على إيران تجنيد مئات العملاء المدربين على الطائرات المسيرة الانقضاضية، وعلى وسائل الحرب السيبرانية وعلى رصد الإحداثيات المكانية والإلكترونية للأهداف المراد تدميرها أو قتلها، فلقد كان مخططًا قتل المرشد على خامنئي وأربعمائة من قيادات الصف الأول العسكرية والسياسية والعلمية علماء الذرة في المشروع النووي الإيراني، من أول يوم لشل الدولة ومنعها من الرد، لكن المخطط فشل، رغم قتل عدد من القيادات العسكرية ومن علماء الذرة، فالمخطط الرأسمالي الغربي الاستعماري جبان ويضرب من الخلف ويستخدم الوسائل القذرة في الحرب ويهيئ المسرح مسبقا لتنفيذ مخططاته عبر عديد الحلقات والأدوات منها الحصار والعقوبات وشن الحرب النفسية والتشكيك في القدرات الدفاعية ونزع مراكز المقاومة للخصم المستهدف، ثم تنجيد المرتزقة والعملاء والجواسيس كطابور خامس للاختراق من الداخل وتفكيك المجتمعات والدول ليسهل غزوها وتدميرها وتحويلها إلى دول فاشلة، فيقول المثل الشعبي: الذي عضّك وقضك لسنونك، فعلينا أخذ الدرس المستفاد وفهم أدوات وتكتيكات العدو ومعرفة تطور وسائلهِ وأدواته، والمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين، منظمات مجتمع مدني، قوافل سلام وإغاثة، واستخدام قضايا عادلة، كل هذه الألاعيب يجب أن لا تمر مرور الكرام.