مقالات الرأي

استسلام أعداء إيران وتجاوز الشعوب لحكامها نصرةً لفلسطين

بقلم/ محمد جبريل العرفي

نتائج الحروب لا تُقاس بأعداد الضحايا أو حجم الدمار، بل بمدى تحقيق الأهداف، وبتداعيات الحرب على الطرفين وحلفائهما.

أعداء إيران حددوا أربعة أهداف لعدوانهم: إسقاط النظام وتنصيب نظام موالٍ لهم، القضاء على البرنامج النووي الإيراني، إيقاف البرنامج الصاروخي، وأخيرًا تخلي إيران عن دعم المقاومة.

أظهرت إيران عبقرية في إدارة المواجهة، وأبهرت العالم بقدراتها العسكرية من صواريخ وطائرات مسيَّرة، عوَّضت بها ضعف سلاحها الجوي ودفاعاتها الجوية.

وتبيَّن أن إيران، رغم الحصار والمقاطعة، استطاعت بناء قوة عسكرية قائمة على العقول الإيرانية، فتمكَّنت من نسخ ما يقع في يدها من أسلحة، بل طوَّرتها لتتفوق على النسخ الغربية والشرقية منها، عكس غيرها التي أهدرت دخلها على شراء اللاعبين والفنانات وأبواق الإعلاميين.

إيران دولة مؤسسات فعَّالة قرارها يمر بثلاث مراحل: يبدأ بتحديد أهداف منطقية وعملية قابلة للتحقيق، بعيدًا عن العواطف والشعارات؛ ثم يُسوَّق له بأسلوب ثوري وشعاراتي يحشد الدعم الشعبي ويُهيِّئ الناس لتحمُّل التضحيات؛ وأخيرًا مرحلة التنفيذ بأسلوب براغماتي، يعتمد على حرية المناورة واختيار الوسائل وفقًا للمصالح.

في البداية، اشترط المعتدون استسلام إيران وتوقيع اتفاق إذعان يُحقق الأهداف الأربعة للمعتدين. لكنها لم تُعر اهتمامًا للتهديدات والجعجعات، بل ردت على ترامب حين طلب إخلاء طهران، بطلب إخلاء تل أبيب. وكانت نتيجة المواجهة استجداء الكيان للتدخل الأمريكي لوقف الحرب، فيما غيَّرت ضربة “العديد” خطاب ترامب من “تغيير النظام” إلى “بارك الله في إيران”.

زر الذهاب إلى الأعلى