أحاديث بيزنطية

بقلم/ ناجية الصغير
سأل الصقر ذات مرة الحمامة وهي زاجلة بكلمات وجد بين الملك وشعبه فقال لها: وأنت الصغيرة النحيلة كيف كلفوك بهذا العمل الثقيل؟
ردت الحمامة تقول: إذا كانت النفوس عظيمة تعبت في مرادها الأجساد! صمت الصقر وقال: وإذا كانت النفوس ضعيفة ماذا يحدث؟ فردت الحمامة بأنفة تقول: تلاشى بسببها المراد!
الجبال لها قمم والقمم تحتاج إلى همم، ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر، حين ركضت السلحفاة لنوم الأرنب قالوا عنها تعرف من أين تؤكل الكتف، وحين استيقظ الأرنب على خيبته قالوا من نام لم تنتظره الحياة، وصفق جمهور الغاب للفائز وحين انتهت المباراة عادت الطيور لأوكارها وعادت الوحوش لأعشاشها وعندها خرج الأطفال يلعبون تحت المطر وأوراق الخريف تتساقط في منظر مهيب على شاشة التسويف، وسقط من القمم حرير عمم وأسرعت سيارات الإسعاف تلتقط خطب التنديد الممزقة أشلاء خجولة والتقط الأرنب جزرة تشبه لاقط الصوت وبدأ ينقل المشهد من عين المكان، رغم أنه يعاني ضعفًا بالنظر، لكنه تخيل الموقف وصوَّره افتراضًا عبر الذكاء المصطنع كضحكته المصطنعة وخبرته المصنعة تحت وابل الانهزام.
فجأة غرد القرد فقالت النعاج ما أجمل صوتك، فاعتدل وعدل بندقيته وصوب على صغير نعجة وقال: لقد سكت ولم يعلق على جمال تغريدي، والصمت في مملكة البنادق عقابه إعدام، مات الخروف الصغير لتستحي نعاجه الكبار، وهنا استشاطت نعجة وتمردت وصارت تصهل بكبرياء..أيها القرد غنِّ كما تشاء فنحن النعاج ننام في الظلام!