بوادر اندلاع حرب إقليمية في الشرق الأوسط

لليوم الرابع على التوالي مواجهات عسكرية بين طهران والاحتلال
تقرير – سيد العبيدي
لم تضع الحرب أوزارها، ولم تحسم بعد نتائج المواجهات العسكرية الحالية والمباشرة التي اندلعت فجر يوم الجمعة 13 من يونيو الجاري، بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والاحتلال الصهيوني المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، في ظل تصاعد العمليات العسكرية بين الجانبين لليوم الرابع على التوالي ورفض الاستجابة إلى أي دعوات للتهدئة وضبط النفس، وسط مؤشرات عالية على إمكانية تحول هذه المواجهات إلى حرب إقليمية شاملة بعد إعلان عدة دول كبرى دعمها لكلا الطرفين.
جاء ذلك فيما ألغت طهران مشاركتها في الجولة السادسة من المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن برنامجها النووي التي كان مقررًا لها أمس الأحد في العاصمة العمانية مسقط، حيث أعلن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إلغاء المحادثات الإيرانية الأمريكية في مسقط، وذلك بسبب العدوان الصهيوني على الأراضي الإيرانية.

سنجعل الاحتلال في حالة يرثى لها
وتوعَّد مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي الاحتلال الصهيوني بمواجهة تداعيات قاسية جراء هجومها الواسع، منذ فجر الجمعة، على عشرات المواقع بالبلاد واغتيال عدد من القادة العسكريين البارزين والعلماء النوويين.
وأكد خامنئي -في خطاب تلفزيوني- أن القوات المسلحة الإيرانية ستتعامل بقوة مع الاحتلال، و”ستجعل الكيان الصهيوني الخبيث في حالة يُرثى لها”. وشدد المرشد الإيراني على أن “الكيان الصهيوني لن ينجو بسلام من هذه الجريمة”. وقال أيضًا إن على الشعب الإيراني أن يكون على يقين “أننا لن نتهاون في الرد”.
في سياق متصل قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن الرد المشروع والقوي لإيران سيجعل الكيان الصهيوني يندم، بينما أعلنت مصادر عسكرية إيرانية أن “الحرب التي بدأت مع اعتداءات الكيان الصهيوني ستتوسع خلال الأيام القادمة لتشمل جميع المناطق المحتلة التابعة لهذا الكيان وقواعد الولايات المتحدة في المنطقة، وسيكون المعتدون هدفًا لرد إيراني حاسم وواسع النطاق.

سنستمر في تخصيب اليورانيوم
من جهته أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن الضربات التي توجهها بلاده ضد الاحتلال الصهيوني حق مشروع. وقال في كلمة ألقاها، الأحد، خلال اجتماع مع دبلوماسيين أجانب، نقلها التلفزيون الرسمي، إن الرد على الاحتلال حق مشروع بحسب القوانين الدولية.
كما شدد على أن الهجمات الإيرانية ستتواصل، قائلا إن “الكيان الصهيوني تجاوز الخطوط الحمراء الدولية بالهجوم على منشآتنا النووية”.
إلى ذلك، أكد عراقجي أن لدى بلاده “دلائل على دعم أمريكا للاحتلال في هجماتها هذه”، وفق قوله.
واعتبر أن الهجوم الصهيوني ما كان ليحدث لولا الضوء الأخضر والدعم الأميركي. وأضاف أن بلاده “تتوقع من أميركا أن تثبت حسن نواياها بشجب الهجوم على المنشآت النووية”.
رغم ذلك، أعلن أن إيران تسلمت رسالة من واشنطن تؤكد أنها لم تشارك في الهجوم، مشيراُ إلى أن الاحتلال قام باغتيالات وهجمات لعرقلة المفاوضات النووية.
كما أكد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده ستواصل تخصيـــــــــــب اليورانيوم بأكثر من 60 %.، مؤكدا أن “طهران لا تريد توسيع نطاق الحرب إلا إذا أُجبرت على ذلك”.

القدرة على التعافي بين إيران والاحتلال
ومقارنة بين ما يجري الآن من مواجهات مسلحة بين العدو الصهيوني وإيران وما حدث في معركة “طوفان الأقصى” لم يستغرق الرد الإيراني على الهجمات الصهيونية سوى بضع ساعات رغم فداحة الضربات الجوية الصهيونية التي طالت منشآت نووية وقيادات عسكرية من الصف الأول والثاني في القوات المسلحة الإيرانية، بينما جاء رد الكيان الصهيوني على غزة بعد مرور يومين كاملين إذ شكل هجوم السابع من أكتوبر 2023 صدمة كبيرة للاحتلال الذي لم يستعد قوته إلا بعد زيارة الرئيس الأمريكي ومسؤولين غربيين إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما يؤكد الفارق بين الدول ذات السيادة وقدرتها على التعافي وتحمل الأزمات والكيانات الهشة المصطنعة التي تنتظر الدعم الخارجي في كافة تحركاتها العسكرية والسياسية.

بداية العدوان وخلفية الصراع
فجر الجمعة شن الاحتلال الصهيوني هجومًا جويًّا غير مسبوق على إيران، باستخدام 200 طائرة مقاتلة أسقطت 330 نوع من الذخائر على أكثر من 100 هدف في جميع أنحاء الجمهورية الإسلامية، وفق ما قالت المتحدثة باسم قوات الاحتلال إيفي ديفرين. في الأشهر القليلة التي سبقت الهجوم، كانت إيران والولايات المتحدة تتفاوضان على اتفاق نووي جديد بعد أن علَّق الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مشاركة بلاده في خطة العمل الشاملة المشتركة خلال ولايته الأولى، بينما تقوم إيران حاليًا بـتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 %، وهي نسبة قريبة من مستوى صنع الأسلحة النووية، كما تسارع في تطوير برنامجها النووي من خلال تركيب أجهزة الطرد المركزي الأكثر تقدمًا. وقبل يوم واحد من الهجوم، زعمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران غير ملتزمة بتعهداتها النووية، وذلك للمرة الأولى منذ عشرين عامًا، فيما ردَّت إيران بفتح موقع تخصيب جديد وتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة. بحسب وكالة الطاقة الذرية.

خسائر الجانبين والتصعيد المستمر
ميدانيًّا لا تزال العمليات العسكرية المسلحة بين الجانبين مشتعلة وسط تهديدات بتحويل المواجهات الحالية إلى حرب إقليمية شاملة، حيث أعلن الجيش الإيراني عن نيته إطلاق 2000 صاروخ في الموجة القادمة وإغلاق مضيق هرمز واستهداف القواعد الأمريكية في المنطقة في حال تدخلها، وهو ما يمثل تصعيدًا كبيرًا مقارنة بالهجمات السابقة.
تطورات جديدة في الموجهات العسكرية
أعلنت إذاعة الجيش الصهيوني عن مصدر عسكري:رصدنا إطلاق 50 صاروخا من إيران باتجاه الكيان الصهيوني. ودوت
صفارات الإنذار في مناطق واسعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
فيما أعلنت بدورها قالت القناة 13 العبرية إن مقاتلات صهيونية هاجمت أنظمة الدفاع الجوي ومباني الحرس الثوري في طهران.
جاء ذلك بعد قصف صهيوني ظهر أمس على العاصمة طهران، حيث أفادت وسائل إعلام إيرانية أن الدفاعات الجوية تتصدى في سماء طهران لهجمات صهيونية، وفي الوقت نفسه، قال الجيش الصهيونوني إنه هاجم مقر وزارة الدفاع الإيرانية ومنشآت لتطوير الأسلحة النووية ومخازن للوقود.
على الجانب الآخر، يواصل الاحتلال الصهيوني استهداف مبانٍ سكنية في قلب العاصمة طهران ومدن إيرانية أخرى بينما تتصدى الدفاعات الجوية الإيرانية لهذه الغارات، كما تم تفعيل أنظمة الدفاع الجوي مثل “القبة الحديدية” بدعم أمريكي، حيث ساعدت الولايات المتحدة في اعتراض جزء من الصواريخ الإيرانية، وسط توقعات باستمرار هذا التوتر لأيام وفقا لتقديرات أمريكية.

الخسائر الإيرانية
بحسب موقع “هرانا” الحقوقي أنه في أعقاب الهجمات الصهيوينة على إيران، قُتل حتى الآن 215 شخصًا وأُصيب 648 آخرون، ليصل العدد الإجمالي للضحايا العسكريين والمدنيين إلى 863 شخصًا. وأضاف التقرير أن من بين القتلى 51 عسكريًا، ومن بين الجرحى 31 شخصًا من القوات المسلحة.
واستهدفت الغارات قيادات عسكرية وعلماء نوويين بارزين، بينهم “قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، ورئيس هيئة الأركان العامة محمد باقري، ونائب رئيس هيئة الأركان العامة غلام علي رشيد، وقائد قوة الجوفضاء بالحرس الثوري أمير علي حاجي زاده، كما استشهد 9 من كبار العلماء والخبراء المشاركين في البرنامج النووي الإيراني وهم: فريدون عباسي خبير الهندسة الذرية، ومحمد مهدي طهرانجي خبير الفيزياء، وأكبر مطلب زاده خبير الهندسة الكيميائية، وسعيد برجي خبير هندسة المواد، وأمير حسن فكهي خبير الفيزياء، وعبد الحميد منوشهر خبير فيزياء المفاعلات النووية، ومنصور عسكري خبير الفيزياء، وأحمد رضا ذو الفقاري دارياني خبير الهندسة الذرية، وعلي باكوايي كتريمي عالم ميكانيك.
وعلى صعيد البنية التحتية، فقد طالت الهجمات الصهيونية عدة قواعد عسكرية في طهران والمحافظات ومنشأتين نوويتين في مدينة “نطنز في محافظة أصفهان وخنداب في أراك”، فضلًا عن مبان في أحياء سكنية وسط العاصمة طهران.
أعلن الهلال الأحمر في إيران أن الاحتلال شن هجمات على 18 محافظة، السبت، في اليوم الثاني من التصعيد بين الجانبين عقب الهجوم الصهيوني يوم الجمعة. ووفقًا للأرقام الرسمية، أصيب ما لا يقل عن 800 شخص، واستشهد نحو 100 آخرين في إيران منذ اندلاع النزاع فجر الجمعة.
وأكد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أن “خسائر موقع نطنز سطحية واقتصرت على المنشآت فوق الأرض وليس تحتها”، مشيرا إلى أن “نطنز” تعرضت لهجمات صاروخية متعددة بهدف اختراقها والوصول إلى المنشآت فيها.
الخسائر الصهيونية
ومساء السبت جددت إيران قصفها للاحتلال بموجات جديدة من الهجمات بالصواريخ النوعية والمسيرات على مواقع صهيونية حتى فجر الأحد، حيث قصفت الأراضي الفلسطينية المحتلة بنحو 100 صاروخ وطائرة مسيرة على دفعتين طالت مباني في تل أبيب وحيفا ومناطق أخرى، منها مراكز إبحاث مهمة إستراتيجية ومصفاة حيفاء وعدة قواعد جوية في جنوب ووسط فلسطين المحتلة.
أعلنت الشرطة الإسرائيلية، الأحد، ارتفاع حصيلة الهجوم الصاروخي الإيراني ليل السبت على إسرائيل إلى 13 قتيلا بعد انتشال جثث إضافية من تحت أنقاض مبنى في وسط البلاد، بينما بلغ عدد الجرحى أكثر من 500 جريح ونحو 35 تحت الإنقاض.
وقال قائد شرطة الاحتلال في منطقة أيالون وسط فلسطين المحتلة دانيال حداد للصحفيين في مدينة بيت يام التي طالتها الصواريخ الإيرانية “قُتل 6 أشخاص وأصيب 180 آخرون”، مشيرا إلى أن هناك 7 أشخاص على الأقل في عداد المفقودين ويرجح أنهم تحت الأنقاض، فيما أشارت الإذاعة الصهيونية إلى تضرر عشرات المنازل والمباني جراء انفجار صاروخ إيراني في مدينة بات يام وسط عمليات بحث عن أشخاص محاصرين في موقع سقوط الصاروخ.
وفي وقت سابق من فجر الأحد، أعلن الإسعاف الصهيوني، مقتل 5 أشخاص وإصابة العشرات، إثر قصف بصاروخ إيراني على تل أبيب وحيفا، وسقط 4 قتلى و13 جريحًا في حيفا، بينما قتلت سيدة وأصيب 53 إثر تعرض أحد المواقع للقصف في تل أبيب. وأعلنت السلطات الصهيونية بات يام موقعًا كثير الإصابات وواسع الدمار، وسط تقديرات بوجود نحو 35 مفقودًا في موقع سقوط الصاروخ الإيراني.
وتحدثت صحيفة نيويورك تايمز عن أضرار في مركز بحثي بارز في الكيان نتيجة وابل الصواريخ الإيرانية واندلاع حريق في مبنى مختبرات، وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إن أضرارا كبيرة وقعت في معهد وايزمن للأبحاث في مدينة رحوفوت جنوب تل أبيب جراء سقوط صاروخ إيراني.

صواريخ نوعية
ونقلت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية عن مسؤولين، أن إيران استخدمت صواريخ عماد وقادر وخيبر في الهجوم الجديد على حيفا وتل أبيب، وكشفت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن استخدام صاروخ فرط صوتي في الهجوم الأخير على حيفا.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني في بيان أنه أطلق فجر الأحد دفعة جديدة من الصواريخ على الكيان الصهيوني، مستهدفًا منشآت تزوّد بالوقود للطائرات المقاتلة. وجاء في البيان أنه ردًّا على الضربات الصهيونية “تم استهداف منشآت إنتاج وقود للطائرات المقاتلة ومراكز إمداد بالطاقة للكيان الصهيوني بعدد من المسيرات والصواريخ”.
وأوردت وكالة فارس أن الصواريخ المستخدمة تكتيكية وموجهة تعمل بالوقود الصلب ومزودة برؤوس شديدة الانفجار، حيث استخدمت إيران للمرة الأولى صاروخ “خيبر” وصاروخ “قاسم سليماني” المزود برؤوس تزن 1500 كيلوجرام. كذلك نجحت الطائرات المسيرة الإيرانية من اختراق الدفاعات الجوية في الكيان الصهيوني وأصابت أهدافها.
الحرب ستنتهي بسقوط حكومة نتنياهو
من جهتها أعلن مسؤول أمني إيراني رفيع، أن طهران تعد نفسها لمواجهة مستمرة وستصعد هجماتها، مؤكدًا أن طهران لم تبدأ الحرب لكنها “هي من ستحدد نهاية هذا العدوان”، مشيرًا إلى أن نتيجة حرب بنيامين نتنياهو لن تكون أقل من إنهاء حكومته ونظامه السياسي.
وأضاف المسؤول الإيراني، أن على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن يقرر هل سيضحي بأموال دافعي الضرائب الأمريكيين لأجل طموحات نتنياهو، مشددًا على “نحن ندافع عن شعبنا وبلادنا ضد همجية إسرائيل وسنستمر في ذلك”.

العمليات الهجومية ستستمر بشكل أوسع
وأكد الحرس الثوري الإيراني، أن عملياته الهجومية ستستمر بشكل أشد وأوسع “في حال استمرار اعتداءات الكيان الصهيوني”. وأشار إلى استهداف منشآت إنتاج وقود المقاتلات ومراكز تزويد الطاقة في إسرائيل بمجموعة من الصواريخ.
وقالت صحيفة يسرائيل هيوم، إن القصف الإيراني خلف دمارًا واسعًا في بعض مناطق وسط الأراضي الفلسطينية المحتلة. ونقلت صحيفة معاريف، إصابة 6 مواقع في تل أبيب مباشرة بصواريخ إيرانية وسط مخاوف من وجود محتجزين داخلها.

استهداف مطار بن غوريون
ونقلت وسائل إعلام صهيونية عن سماع دوي انفجارات في مناطق بمطار بن غوريون وشرق تل أبيب، وسمعت صفارات الإنذار في منطقة نتانيا وهرتسليا شمال تل أبيب الكبرى، تزامنًا مع موجة جديدة من الهجمات الصاروخية الإيرانية.
كما قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن صاروخًا أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل توازيًا مع الهجوم الإيراني.
وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية، أن إطلاق الصواريخ من إيران واليمن تم تنسيقه مع وصول أسراب من المسيرات إلى منطقة تل أبيب الكبرى.
من جهتها، أعلن الكيان الصهيوني عن مقتل 3 أشخاص وإصابة أكثر من 200 آخرين جراء القصف الصاروخي الإيراني، الذي استهدف مناطق واسعة في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة “تل أبيب الكبرى” مستوطنات وريشون لتسيون ورمات غان وكذلك في القدس المحتلة وإصبع الجليل وميناء إيلات وحيفا.
ووفقًا للإسعاف الصهيوني، تضمنت الإصابات حالات خطيرة، كما لا يزال عدد من المحاصرين تحت أنقاض المباني المنهارة في فلسطين المحتلة “تل أبيب”.
أما على مستوى الأضرار المادية، فقد شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة “تل أبيب” دمارًا “غير مسبوق”، حيث انهارت 9 مبان بالكامل في مستوطنة “رمات غان”، وتضررت مئات المباني الأخرى، بينها مبنى مكون من 32 طابقًا. كما دمرت الصواريخ الإيرانية عشرات المركبات والبنى التحتية المدنية، ما أدى إلى نزوح 100 شخص على الأقل من منازلهم وإجلاء أكثر من 300 آخرين.
الكيان يستنجد بأمريكا
إلى ذلك أفاد موقع “أكسيوس”، أمس الأحد، بأن الكيان الصهيوني طلب من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانضمام إليه في الضربات التي توجهها لإيران.
ونقل “أكسيوس” عن مسؤولين صهاينة قولهم إن الاحتلال الصهيوني طلب من إدارة ترامب خلال الـ 48 ساعة الماضية الانضمام إلى الحرب مع إيران للقضاء على برنامجها النووي.
وقال مسؤول صهيوني لـ”أكسيوس” إن الولايات المتحدة قد تنضم إلى العملية الصهيونية ضد إيران، وأن الرئيس ترامب اقترح أنه سيفعل ذلك إذا لزم الأمر، في محادثة حديثة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ووفق “أكسيوس” فقد أكد مسؤول أمريكي السبت أن الاحتلال حثّ إدارة ترامب على الانضمام إلى الحرب، لكنه قال إن الإدارة لا تدرس الأمر حاليا. وصرّح مسؤول كبير في البيت الأبيض لـ”أكسيوس” بأنه “مهما حدث اليوم، لا يمكن منعه”، في إشارة إلى الهجمات الإسرائيلية.
وأضاف المسؤول “لكن لدينا القدرة على التفاوض على حل سلمي ناجح لهذا الصراع إذا كانت إيران مستعدة لذلك. أسرع سبيل لإيران لتحقيق السلام هو التخلي عن برنامجها النووي”.

ترامب يتراجع أمام الضربات الإيرانية
وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيرًا شديد اللهجة إلى إيران، نافيًا أي دور لبلاده في الضربة الصهيونية الأخيرة على طهران. لكنه هدد برد عسكري وصفه بـ “الكاسح” في حال استهدفت إيران المصالح الأمريكية.
وقال ترامب، على منصة إكس: “إذا تعرضنا لأي هجوم من قِبل إيران، بأي شكل أو طريقة، فستنهال عليكم كامل قوة وبأس القوات المسلحة الأمريكية، بمستوى لم يشهده العالم من قبل”، ثم عاد ليقول إن التوصل إلى اتفاق بين إيران والاحتلال الصهيوني “ممكن وسهل”، مشيرًا إلى أن بإمكان الطرفين إنهاء ما وصفه بـ”الصراع الدموي” الدائر منذ سنوات، شرط أن تُوقف إيران أنشطتها العدائية.
ندعم إسرائيل كما لم يدعمها أحد من قبل
جاء تصريحات ترامب بعد يوم واحد فقط من تأكيده على أن واشنطن تدعم الكيان الصهيوني كما لم يدعمها أحد من قبل، مضيفا أنه وفريقه كانوا على علم بخطط إسرائيل للهجوم على إيران، مطالبًا إيران بالتوصل “إلى اتفاق قبل فوات الأوان”.
وقال ترامب: “أعتقد أن الهجوم على إيران كان ممتازًا، منحناهم فرصة ولم يغتنموها، تعرضوا لضربة قوية، قوية جدًّا.. وهناك المزيد “من الهجمات” في المستقبل، أكثر بكثير”. وأضاف ترامب إنه منح إيران مهلة 60 يومًا للتوصل إلى اتفاق نووي قبل الضربات الصهيونية، لكنه أضاف أن طهران الآن أمامها فرصة ثانية.
وأشار الرئيس الأمريكي “يجب على إيران التوصل إلى اتفاق قبل أن يذهب كل شيء، وإنقاذ ما كان عُرف سابقا بالإمبراطورية الإيرانية”.
إدانة عربية ودولية للهجوم على إيران
في سياق متصل، تصاعدت ردود الفعل الدولية والعربية في أعقاب الهجوم الصهيوني على المنشآت العسكرية والنووية داخل الأراضي الإيرانية، داعية إلى الهدوء واستئناف الحوار وتجنب انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة.
أعلن وزير الدفاع الباكستاني “خواجه آصف” تقديم الدعم لإيران في حربها ضد الاحتلال الصهيوني، قائلًا: “ندعم إيران بكل ما أوتينا من قوة”.
ودعا وزير الدفاع الباكستاني، السبت جميع الدول الإسلامية إلى الوحدة لمواجهة “العدوان الصهيوني”.
واستنكر “آصف” خلال كلمة له في جلسة للجمعية الوطنية، الهجوم الصهيوني الأخير على إيران؛ والذي استهدف منشآت عسكرية وأسفر عن مقتل قادة عسكريين ومدنيين.
وقال: “إيران دولة مجاورة لباكستان وتربطنا بها علاقات عمرها قرون. في وقت المحنة هذا، نقف مع إيران بكل الوسائل. سنحمي مصالح الإيرانيين. الإيرانيون إخواننا، ونشاركهم أحزانهم وآلامهم”.
وحدة العالم الإسلامي أصبحت ضرورة حتمية
وحذر: “الاحتلال يستهدف اليمن وإيران وفلسطين، لذا فإن وحدة العالم الإسلامي أصبحت ضرورة حتمية. إذا بقينا صامتين ومنقسمين اليوم، فسيتم استهداف الجميع في النهاية”.
وشدد وزير الدفاع الباكستاني على ضرورة “عقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي، وأن تتحد جميع الدول الإسلامية لمواجهة الاحتلال”.
ولفت النظر إلى أنه “حتى الشعوب غير المسلمة في الغرب تخرج في احتجاجات ضد الاحتلال. ضمائرهم قد استيقظت على عكس العالم الإسلامي”.
وأكد أن “باكستان حافظت على موقفها الثابت منذ اليوم الأول. لم نعترف بالكيان الصهيوني قط ولم نقم أي علاقات معه”.
وحث جميع الدول الإسلامية على “قطع العلاقات مع الاحتلال. أيدي الصهاينة ملطخة بدماء المسلمين، ويجب رفض مثل هذه الأيدي”.
بوتين يدين الهجمات الصهيوينة على إيران
من جهته دان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، العدوان الصهيوني على إيران معتبرا أنه “تصعيد خطير”، وذلك في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان.
وقالت الرئاسة الروسية في بيان إن بوتين “شدد على أن روسيا تدين خطوات الاحتلال التي تشكل انتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي”، محذّرًا من “خطر التداعيات المدمرة على كامل المنطقة”.
من جهتها، أفادت الرئاسة الإيرانية بأن بزشكيان جدد لبوتين أن طهران “لا تعتزم تطوير أسلحة نووية، وهي دائمًا مستعدة لتوفير ضمانات في هذا الشأن إلى الهيئات الدولية المتخصصة”.
في وقت سابق، أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن “الضربات العسكرية غير المبررة على دولة ذات سيادة عضو في الأمم المتحدة ومواطنيها ومدن مسالمة نائمة ومنشآت نووية ومنشآت للطاقة غير مقبولة إطلاقًا”.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله إن “روسيا قلقة وتدين التصعيد الحاد للتوتر”.

مادورو: نتنياهو مجرم حرب مجنون
قال رئيس فنزويلا، نيكولاس مادورو إن تصرفات مجرم الحرب نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية تشبه النازية.. وعلى الشعب الصهيوني “وقف جنون نتنياهو”. حسب تعبيره.
ودعا الرئيس الفنزويلي، خلال خطاب في كاراكاس، الصهاينة إلى وقف العدوان العسكري ضد إيران وفلسطين ولبنان وسوريا واليمن.
ووصف الضربة الصهيونية على إيران، بأنها هجوم إجرامي ينتهك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ويهدد بالتصعيد في آسيا والشرق الأوسط.
وقارن مادورو الوضع الدولي الحالي بالأحداث التي أدت إلى الحرب العالمية الثانية، قائلا: “إن القوى الغربية -لندن وباريس وواشنطن- شجعت هتلر وسلحته في وقتها، تمامًا كما تشجع نتنياهو اليوم”.
وأضاف مادورو: “التاريخ يعيد نفسه. وقتها سمحوا لهتلر باحتلال تشيكوسلوفاكيا وبولندا. واليوم يشاهدون بصمت تدمير غزة، والآن الهجوم على إيران”.
وأعرب “مادورو” عن خيبة أمله من موقف الدول الغربية، وأكد أن العالم متعدد الأقطاب المبني على الحوار بين الحضارات واحترام القانون الدولي وحده قادر على وقف خطر اندلاع حرب عالمية جديدة.
الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل المسؤولية
من جهتها، أصدرت وزارة الخارجية الكوبية بيانًا شديد اللهجة تحت عنوان: “نحمل الولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال مسؤولية العواقب التي ستترتب على حرب غير مبررة ضد إيران”.
وأضاف أنّ “السياسة العدوانية للاحتلال الصهيوني لا يمكن أن تستمر لولا الدعم العسكري والمالي والسياسي الذي توفره حكومة الولايات المتحدة، ما يزيد من تهديد الاستقرار الإقليمي والدولي”.
وفي بكين، دانت الصين بشدة انتهاك الاحتلال سيادة إيران وسلامة أراضيها. وقال السفير الصيني لدى الأمم المتحدة، فو كونغ، خلال جلسة لمجلس الأمن إن بلاده تعارض توسيع رقعة الصراع، معبرًا عن قلقه البالغ من تداعيات الهجوم على مفاوضات الملف النووي الإيراني.
كما أصدرت الصين تحذيرات لرعاياها في الكيان الصهيوني وإيران، ووصفت الوضع الأمني في البلدين بـ”المعقد والخطير”.
وعلى الصعيد العربي، كثفت دول المنطقة اتصالاتها الدبلوماسية في مسعى لاحتواء التصعيد، حيث أكد ولي العهد السعودي، رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، في اتصال هاتفي بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أن الاعتداءات الصهيونية أدت إلى تعطيل الحوار القائم لحل الأزمة، كما عرقلت الجهود الرامية لخفض التصعيد والتوصل لحلول دبلوماسية.
من جهتها، أكدت السعودية عبر وزير خارجيتها، فيصل بن فرحان، في اتصال مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، إدانتها “للعدوان السافر” الصهيوني الذي من شأنه تعطيل جهود خفض التصعيد، مشددة على ضرورة التوصل إلى حلول دبلوماسية.
مصر تحذر من انزلاق المنطقة نحو الفوضى
من جهتها، شددت مصر -عبر وزير خارجيتها بدر عبد العاطي- على “رفضها وإدانتها لانتهاك سيادة الدول”، محذرة من “خطورة انزلاق المنطقة إلى فوضى شاملة”.
وأكدت أهمية مواصلة التنسيق مع قطر والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
العراق تشكوى الاحتلال بسبب انتهاك السيادة
كما أعلن العراق أنه تقدم بشكوى إلى مجلس الأمن ضد ما وصفها بـ”خروقات الكيان الصهيوني لأجوائه”، مطالبًا المجلس بتحمل مسؤولياته تجاه منع تكرار هذه الانتهاكات.
وفي السياق ذاته، بحث حسين الشيخ، نائب الرئيس الفلسطيني، مع وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن تطورات المشهد، مشددًا على خطورة التصعيد الصهيوني وتبعاته على القضية الفلسطينية.