مقالات الرأي

11 يونيو.. يوم للذاكرة الوطنية والسيادة المستباحة!

بقلم/ علي عمر الحسناوي

في مثل هذا اليوم من عام 1970، طوت ليبيا صفحة من صفحات الوجود العسكري الأجنبي على أراضيها، برحيل آخر جندي من القوات الأمريكية والبريطانية، بعد تسعة أشهر فقط من قيام ثورة الفاتح من سبتمبر 1969، كان هذا اليوم انتصارًا سياديًّا وطنيًّا نقيًّا، خطه الليبيون بقيادة معمر القذافي في وقت كانت فيه الشعوب تتطلع إلى الاستقلال الكامل، سياسيًّا وعسكريًّا.

لقد مثل 11 يونيو رمزًا لتحرر الإرادة الوطنية، وتجسيدًا لرفض التبعية والخضوع، ورسالة للعالم بأن ليبيا لا تقبل بأن تكون قاعدة لأي قوة أجنبية، أيًا كانت، لكن للأسف، ونحن نستذكر هذا التاريخ اليوم، نجد أنفسنا أمام واقع سياسي وأمني مختلف تمامًا، فبعد أكثر من عقد على إسقاط النظام الجماهيري في 2011، أصبحت ليبيا مسرحًا لتدخلات أجنبية متعددة، وصراعات إقليمية ودولية تُدار على أرضها، وقواعد وقوات أجنبية تنتشر في أكثر من بقعة، وكل ذلك وسط انقسام داخلي حاد وغياب الدولة الوطنية الجامعة.

إن الفارق بين 11 يونيو 1970 و11 يونيو اليوم ليس مجرد فاصل زمني، بل هو تعبير عميق عن تحوّل السيادة من واقع مُحرر إلى واقع مُستباح، وعن انتقال ليبيا من دولة ذات قرار مستقل، إلى وطن تتجاذبه القوى والمصالح.

هذه الذكرى لا يجب أن تمر مرور الكرام، بل ينبغي أن تكون فرصة للتأمل الجاد في: معنى السيادة الوطنية في السياق الليبي المعاص، وأسباب التفريط فيها أو تراجعها، وضرورة بعث مشروع وطني جامع، يعيد للدولة قوتها وهيبتها، ويصون القرار الليبي من كل وصاية أو تبعية.

11 يونيو ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل موقفًا وطنيًّا مستمرًّا، يُمثل الأحرار الذين آمنوا بسيادة ليبيا وحرية قرارها. وما أشد حاجتنا اليوم إلى إعادة إحياء هذا المفهوم، والدفاع عنه، في وجه كل أشكال التدخل والتبعية، رحم الله من ضحى من أجل ليبيا حرة، مستقلة، موحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى