السرباز الإيراني قادم…

بقلم/ عفاف الفرجاني
فور إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران انتهكت التزاماتها بموجب إجراءات الضمانات الدولية،
قامت إيران باستبدال أجهزة الطرد المركزي القديمة من طراز “آي آر-1” (IR-1) في منشأة فوردو بأخرى أكثر تطورًا من طراز “آي آر-6” (IR-6)، وبدأت في بناء منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم، متحدية بذلك أمريكا والكيان الصهيوني.ليأتي رد العدو بعد ساعات قليلة من خلال ضربات عسكرية على أهداف إيرانية، استخدمت فيها قواته حوالي 200 طائرة، أصابت ما يقرب من 100 موقع في إيران.
إيران، القوة الإسلامية الوحيدة في المنطقة التي تواجه الاحتلال بتحدٍّ كبير، قامت بإطلاق أكثر من 100 طائرة مسيرة باتجاه الأراضي المحتلة، مما أدى إلى حالة تأهب على مستوى الكيان الصهيوني وإعلان حالة الطوارئ.
طهران، وعلى لسان مرشدها علي خامنئي، قالت إن قوات بلاده لن تتوقف عن تصعيد الأزمة طالما دولة الكيان الصهيوني مستمرة في موقفها.
في تقديري، هذه الضربات من الجانب المعتدي الصهيوني تجاوزت البرنامج النووي، بل وصلت إلى استهداف قدرات وركائز النظام السياسي والأمني في إيران بصفة عامة، إلا أن إيران فاقت الجاهزية المتوقعة، عدةً وعتادًا.
ضربات الاحتلال، والتي صُنفت بالقوية على لسان إعلامهم الصهيوني، لا يمكنها حتى المساس، وليس القضاء، على البرنامج النووي الإيراني.
هذا ما أكده أيضًا مساعد وزير الدفاع الأميركي دانيال شابيرو.
إيران ليست مجرد قوة، بل هي دولة تملك المعرفة التقنية، ولديها من الكوادر العلمية ما يجعلها قادرة على مجابهة الكيان الصهيوني وأمريكا معًا، هذا غير توفر اليورانيوم عالي التخصيب، الذي من المرجح أنه صُنع للقنابل النووية، لتفادي التجربة العراقية السابقة، والتي ظلت لفترات طويلة حتى قُضي عليها في الحرب الخليجية.
إيران لا تملك حدودًا مع العدو الصهيوني تمكّنها من ضرب عمق تل أبيب، ولكن لديها حلفاء إقليميون في لبنان وسوريا والعراق واليمن، قادرون على تنفيذ عمليات انتقامية في قلب تل أبيب، أو حتى في مناطق النفوذ الأميركي.
ولا نستبعد أيضًا الهجوم السيبراني، وهو الأكثر احتمالًا، حيث لا صواريخ ولا أنظمة دفاع جوي، ويتيح لطهران توجيه ضربات مباشرة مع الاحتفاظ بحق الإنكار والمناورة، ولها كوادر في ذلك.
في رأيي الشخصي، إن استراتيجية الصبر بدأت تنفد لدى طهران،
وعندها سيكتشف نتنياهو أن أمامه وحشًا كاسرًا وسنوات من الحرب لا تنتهي.