غناء لالي

بقلم/ عبدالله السباعي
من بين فنون الغناء في مدينة مرزق أغاني “التخمير” و”غناء لالي “ويؤدى النوع الأول في ليــــــــالي العرس المرزقـــــــاوي ويصاحب بالعزف على آلات المقرونة والدبدبة والطار، وهو عبــــارة عن نصوص زجلية عامية في الغزل والحب ملحنة في مقامي الرصد والبياتي، أما النوع الثاني “غناء لالي” فهو غناء شعبي قديم يؤدى بمصاحبة الطبل المرزقاوي فقط لطبيعة التركيبة اللحنية لهذا الغناء التي يصعب استخراجها على آلة المقرونة أو غيرها من آلات النفخ الشعبية.
وطبل مرزق عبارة عن قطعة من جذع النخلة تجوف ويركب عليها وجهان من جلد الناقة يعزف عليه مجموعة من العازفين في آن واحد يستديرون حوله في جلسة فنية، ومن أهم المقامات الموسيقية المستعملة في “غناء لالي” مقام العجم أو المقام الكبير، الذي يعده بعض المتعصبين لمقامية الموسيقى العربية مقامًا غربيًا أوروبيًا نظرًا لخلوه من درجة السيكا أو الدرجة الثالثة لمقام الرصد.
وقد ثبت علميًّا أن المقام (العجم) قد ظهر في حضارة بلاد بين النهرين منذ آلاف السنين ويرجح علماء تاريخ الموسيقى بأنه قد انتقل إلى أوروبا وشمال أفريقيا عن طريق الفينيقيين ورحلتهم البحرية في حوض البحر المتوسط.
واستعمال المقام الكبير أو مقام العجم في هذه الأغاني جعلها تتميز بشخصية فنية بارزة غير متكررة في بقية التراث الغنائي الشعبي في بلدنـــا، وقد قام الفنان الكبير محمد مرشان في بداية الستينيات عندمـــا ترأس قسم الموسيقى بالإذاعة بتقديم عملين من غناء لالي بفرقة الإذاعة الموسيقية وهما: أغنيــة “جرت السواقي” وأداها الفنان الكبير سلام قدري، وأغنية “واطت العين عليا” وأداها الفنان الكبير محمد رشيد، ولا تزال هاتان الأغنيتان تتربعان على عرش الأغنية الليبية إلى يومنا هذا.