ملفات وتقارير

جولة ترامب الخليجية تحصد 4 تريليونات دولار من أموال العرب

متابعات – الموقف الليبي

أنهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب -الجمعة- جولة خليجية وصفها بـ “التاريخية”، شملت كلًّا من “السعودية والإمارات وقطر”، وامتدت لفترة أربعة أيام، وأسفرت عن تعهدات بصفقات استثمارية تصل في مجموعها من الدول الثلاث إلى نحو 4 تريليونات دولار، مرتقب ضخها خلال السنوات المقبلة، فيما وصف “مراقبون” الزيارة بأنها مجرد جولة لـ “جمع أموال أو جزية” يدفعها العرب لأمريكا نظير الحماية، بينما لا توجد استثمارات حقيقية أو مشروعات مستقبلية.

ولم تتطرق جولة ترامب لدول الخليج إلى وقف إطلاق النار في غزة أو الضغط على الاحتلال لإدخال المساعدات الإنسانية وفتح المعابر، لاسيما بعد مرور أكثر من شهرين على الحصار الكامل للقطاع وتفشي المجاعة والأوبئة بين الأهالي واستمرار حرب الإبادة الجماعية رغم الإفراج عن الجندي الأمريكي “عيدان ألكسندر” كبادرة حسن نية من جانب المقاومة الفلسطينية لوقف المجازر ضد الشعب الفلسطيني.

جمع أموال من اتفاقيات وهميةونقلت وكالة “رويترز” عن عدد من الخبراء الماليين والدبلوماسيين قولهم إن الأرقام الرئيسية مبالغ فيها في ظل رغبة الجانبين في إظهار مدى تعاونهما.

ومن بين الاتفاقيات التي أبرمتها الشركات بقيمة تصل إلى 549 مليار دولار، كان الكثير منها عبارة عن مذكرات تفاهم غير ملزمة. وفقًا للتحليل الوكالة الأمريكية.وتابع تحليل “رويترز” أن جزءًا كبيرًا من إجمالي هذه الصفقات يأتي على شكل تعهدات طويلة الأجل قد تتحقق أو لا تتحقق- مع الأخذ في الاعتبار بعض الصفقات التي كانت جارية بالفعل- إلا أن قادة دول الخليج كانوا في غاية السعادة بتزويد ترامب بهذه الأرقام الكبيرة.

بداية جولة ترامب الخليجية

واستهل ترامب جولته الخليجية في 13 مايو بزيارة السعودية، يومي الثلاثاء والأربعاء، والتي عقد فيها لقاءً مع ولي العهد محمد بن سلمان ووقعت اتفاقيات بأكثر من 300 مليار دولار، وحضر منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، كما زار مدينة الدرعية، وحضر القمة الأمريكية الخليجية، وعقد لقاءً مع الرئيس السوري “المؤقت” أحمد الشرع أبو محمد “الجولاني”.

والأربعاء انتقل ترامب إلى قطر، حيث عقد جلسة مباحثات مع الأمير تميم بن حمد، ثم شهد توقيع العديد من الصفقات التي فاقت 240 مليار دولار، وزار قاعدة العديد في قطر صباح الخميس.غادر ترامب الدوحة متوجها إلى الإمارات يوم الخميس وعقد مباحثات مع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد، وزار مسجد الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، وفي قصر الوطن بالعاصمة تم الإعلان عن صفقات تتجاوز 200 مليار دولار، وقبل مغادرته إلى واشنطن الجمعة حضر ترامب منتدى أعمال إماراتي أمريكي، وأجرى زيارة لما يعرف باسم “بيت العائلة الإبراهيمية”.

ترامب يحصد 4 تريليونات دولار من العرب

وخلال جولته في الدول الثلاث قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن إجمالي استثمارات دول “السعودية وقطر والإمارات” التي زارها قد يصل إلى 4 تريليونات دولار، كما وقف متفاخرًا أمام العالم، قائلًا إن جولته الخليجية قد تحصد صفقات تصل قيمتها إلى أربعة تريليونات دولار.

وقال خلال لقائه مع رجال أعمال في الدوحة: “هذه جولة قياسية لم يسبق أن جمعت جولة ما بين 3.5 إلى 4 تريليونات دولار خلال هذه الأيام الأربعة أو الخمسة فقط”.

وقال ترامب في كلمته إن المنطقة لن تستقر إلا بتكاتف شعوبها في مواجهة الإرهاب، داعيًا الدول الإسلامية إلى “الوقوف ضد قوى الظلام والتطرف”. على حسب قوله.

كما أعلن ترامب عن افتتاح “المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف” في الرياض، بالشراكة مع عدد من الدول العربية، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة تمثل “محورًا أساسيًّا في الحرب على الإرهاب”.

التطبيع السعودي مع الصهاينة

وقال ترامب إن السعودية عندما تنضم إلى “اتفاقية أبراهام” سيكون يومًا مميزًا في الشرق الأوسط، والعالم أجمع يشهده، مضيفًا: “ستكرمونني تكريمًا عظيمًا، وستكرمون كل من ناضل بضراوة من أجل الشرق الأوسط”.وأضاف أنه يأمل بشدة أن توقع السعودية قريبًا اتفاق تطبيع مع الكيان الصهيوني، مواصلًا حديثه: “لكنكم ستفعلون ذلك في الوقت الذي ترونه مناسبًا”، مؤكدًا أن “الفرق كبير بين زيارته الأولى وزيارته الحالية إلى المنطقة”.وأوضح أن “تحولات الشرق الأوسط الكبيرة تعود إلى الرؤية المذهلة لقادته، واليوم أظهرت دول الخليج أن المنطقة آمنة وتعمل على توفير الإبداع والتناغم والتقدم.. والمنطقة قادرة على مواجهة قوى الإرهاب والتطرف”. على حسب زعمه.

رفع العقوبات مقابل التطبيع

وتعهد دونالد ترامب برفع العقوبات المفروضة على سوريا بعد لقائه أبو محمد الجولاني “الشرع” في المملكة العربية السعودية. وقال البيت الأبيض إن ترامب حث “الجولاني” على اتخاذ سلسلة من الإجراءات، بما في ذلك التطبيع مع الصهاينة، وطرد “الإرهابيين” الأجانب والفلسطينيين، ومساعدة الولايات المتحدة في منع عودة ظهور تنظيم “داعش”. على حسب قوله.

وكان الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع “أبو محمد الجولاني” قد أكد قبل أيام أن حكومته تجري محادثات غير مباشرة مع الاحتلال الصهيوني لإنهاء هجماتها على بلاده “حتى لا تصل الأمور إلى مرحلة يفقد فيها الجانبان السيطرة.ووفقًا لمصدر أمني في الكيان الصهيوني فقد أجرى الاحتلال وما تعرف بـ “الإدارة السورية الجديدة” محادثات مباشرة في الآونة الأخيرة في دولة أذربيجان، وهو مؤشر على تحول الديناميكيات مع توسيع الكيان الصهيوني لوجوده العسكري في سوريا.

وقال المصدر الصهيوني إن المحادثات مع الإدارة السورية الجديدة جرت في أذربيجان وحضرها رئيس مديرية العمليات في الجيش الصهيوني اللواء “عوديد باسيوك”، مضيفًا أن “باسيوك” التقى بممثلي الحكومة السورية بحضور مسؤولين أتراك.

أبرز الصفقات الأمريكية مع السعودية

ووقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صفقة دفاعية بقيمة 142 مليار دولار مع السعودية، تشمل تزويد الرياض بمنظومات دفاعية متطورة، في إطار “تعزيز الأمن الإقليمي ومواجهة التحديات المشتركة”، كما أشار إلى التوصل إلى اتفاقيات استثمارية تتجاوز قيمتها 400 مليار دولار، تشمل مشروعات بنية تحتية ضخمة في السعودية مثل مطار الملك سلمان الدولي ومدينة القدية، إلى جانب استثمارات سعودية في البنية التحتية الأمريكية وقطاع الطاقة.

من جهتها تعهدت السعودية بضخ 600 مليار دولار خلال فترة أربع سنوات في فرص شراكة مع الولايات المتحدة، بينما كشف البيت الأبيض عن التزام قطر بتعزيز التبادل الاقتصادي بقيمة 1.2 تريليون دولار، في حين أكدت الإمارات التزامها باستثمارات تبلغ قيمتها 1.4 تريليون دولار خلال السنوات العشر المقبلة.

كذلك وقع الجانبان اتفاقيات مبيعات دفاعية بنحو 142 مليار دولار وشركات غوغل وداتاڤولت وأوراكل وسيلز فورس وإيه.

إم.دي وأوبر تلتزم باستثمار 80 مليار دولار في التقنيات في كلا البلدين، وأعلنت أوراكل اعتزامها استثمار 14 مليار دولار في السعودية على مدى 10 سنوات.

وشركة (داتاڤولت) السعودية تعتزم استثمار 20 مليار دولار في البنية التحتية للطاقة ومراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة.

كما وقع اتفاقية منصة الاستثمار الأمريكية “بركان وورلد إنفستمنتس” ومذكرات تفاهم مع شركاء سعوديين بقيمة إجمالية تبلغ 15 مليار دولار في التزامات استثمارية جديدة إلى جانب صادرات من توربينات الغاز وحلول الطاقة من شركة جنرال إلكتريك فيرنوفا للسعودية بقيمة إجمالية تبلغ 14.2 مليار دولار.

وقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إنه تم توقيع 145 اتفاقًا بقيمة أكثر من 300 مليار دولار مع الولايات المتحدة.

وأضاف بن سلمان أن من أبرز تلك الاتفاقيات: “وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية السعودية الأمريكية التي تضمنت صندوق استثمار في الطاقة بقيمة خمسة مليارات دولار، وصندوق تكنولوجيا الطيران والدفاع بقيمة خمسة مليارات دولار.

أبرز الصفقات الأمريكية مع قطر

بحسب البيت الأبيض، تضمنت زيارة ترامب إبرام صفقات اقتصادية تزيد قيمتها الإجمالية على 243.5 مليار دولار بين الولايات المتحدة وقطر.

وتمثلت أبرزها في: حصول شركتي بوينغ وجنرال إلكتريك للطيران على طلبية تاريخية من الخطوط الجوية القطرية، وهي اتفاقية بقيمة 96 مليار دولار لشراء ما يصل إلى 210 طائرات بوينغ 787 دريملاينر، و777X أمريكية الصنع، تعمل بمحركات جنرال إلكتريك للطيران.

وتُعد هذه أكبر طلبية طائرات عريضة البدن من بوينغ على الإطلاق، وأكبر طلبية طائرات 787 على الإطلاق، بحسب البيت الأبيض.

وتتضمن الاتفاقية مع شركة جنرال إلكتريك للطيران الأمريكية شراء 400 محرك، بما في ذلك 60 محركًا من طراز GE9X، و260 محركًا من طراز GEnx، فضلًا عن طرازات أخرى وقطع لتشغيل الجيل التالي من طائراتها من طراز بوينغ 9-777، وبوينغ 787، “وهي تعدُّ أكبر عملية شراء لمحركات عريضة البدن في تاريخ جنرال إلكتريك للطيران”، بحسب البيت الأبيض إلى جانب فوز شركة “بارسونز” الأمريكية بـ 30 مشروعًا بقيمة تصل إلى 97 مليار دولار.

كما تم توقيع الولايات المتحدة وقطر بيان نوايا لتعزيز شراكتهما الأمنية، يُحدد استثمارات محتملة تتجاوز 38 مليار دولار، تشمل دعم تقاسم الأعباء في قاعدة العديد الجوية، ودعم القدرات الدفاعية المستقبلية المتعلقة بالدفاع الجوي والأمن البحري.

وأبرمت شركة جنرال “أتوميكس” اتفاقية بقيمة تقارب ملياري دولار لشراء قطر نظام الطائرات المسيرة عن بُعد MQ-9B، وقعتها الحكومتان الأمريكية والقطرية.أبرز الصفقات الأمريكية مع الإماراتأعلن البيت الأبيض أن ترامب عقد صفقات جديدة مع الإمارات، يوم الخميس، بقيمة تجاوزت 200 مليار دولار، وذلك خلال الزيارة التي أجراها لأبوظبي.

تتمثل أبرز هذه الاتفاقيات في التالي: اتفاق شركات إكسون موبيل، وأوكسيدنتال بتروليوم، وإي.أو.جي ريسورسز، على التعاون مع أدنوك الإماراتية لتوسيع إنتاج النفط والغاز الطبيعي بقيمة 60 مليار دولار.

كما شملت الاتفاقيات حصول شركت بوينغ وجنرال إلكتريك الأمريكيتين على التزام بقيمة 14.5 مليار دولار من شركة الاتحاد للطيران الإماراتية للاستثمار في 28 طائرة بوينغ 787 و777 إكس أمريكية الصنع تعمل بمحركات جنرال إلكتريك.

هذا إلى جانب استثمار شركة الإمارات العالمية للألمنيوم أربعة مليارات دولار لتطوير مشروع مصهر للألمنيوم في ولاية أوكلاهوما الأمريكية.أعلن الرئيس الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الخميس، خلال استقباله نظيره الأمريكي دونالد ترامب في قصر الوطن بأبوظبي، أن بلاده ستستثمر 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات العشر المقبلة.وقال بن زايد هناك شراكة قوية بين الإمارات والولايات المتحدة من أجل التنمية.

وأخذت هذه الشراكة دفعة نوعية وغير مسبوقة خصوصًا في مجالات الاقتصاد الجديد والطاقة والتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والصناعة.

وأضاف أن ما يؤكد على ذلك مخطط الإمارات للاستثمار في الولايات المتحدة في هذه المجالات، بقيمة 1.4 تريليون دولار خلال السنوات العشر القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى