مفاجأة ترامب
بقلم/ عبدالسلام محمد إسماعيل
يجري في هذه الأيام الترتيب لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمنطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا دول الخليج العربي، حيث أعلن الرئيس ترامب عن مفاجأة سيعلنها خلال هذه الزيارة المرتقبة، من المعلوم أن الرئيس ترامب سبق وأن زار هذه الدول في فترة ولايته الأولى، واتسمت تلك الزيارة بطابع الابتزاز المالي الفج والعلني بصورة لم تعرفها الدبلوماسية التقليدية، كما اتسمت بالضغط من أجل الانحراف في مشروع الاتفاقية الإبراهيمية كوسيلة للتطبيع مع الكيان الغاصب. إذا كانت تلك الزيارة قد حققت المراد على المستوى المادي فإنها فشلت جزئيًّا على مستوى فرض التطبيع مع الكيان الصهيوني.
العدوان على غزة يمثل معطى جديدًا لم يكن موجودًا في الزيارة الأولى، لذلك يتوقع أن يبحث هذا الأمر في زيارته المفاجئة المرتقبة، خصوصًا إذا ما أخذنا في الاعتبار تلميحات واشنطن بتفضيل الحل السلمي وعدم القيام بأعمال أحادية الجانب قبل زيارة الرئيس الأمريكي، تلك الإشارات أحدثت أثرًا فوريًّا بالتوقف مؤقتًا عن الخطط المتعلقة بتوسيع العمليات الحربية في قطاع غزة وتدميره بالكامل توطئة لتهجير الفلسطينيين إلى بلد ثالث، فما هي يا ترى تلك المفاجأة الترامبية؟
يكشف جشع الرئيس ترامب جزءًا من مفاجأته، فهو يرجع إلى المنطقة الأغنى في العالم بدافع تحصيل المزيد من تريليونات الدولارات، انسجامًا مع مقاربته المعهودة (المال مقابل الحماية)، لكن ما هو مؤكد أن المال ليس وحده ما يمثل مفاجأة الرئيس، فهناك عمل لم يكتمل في ولاية الرئيس الأولى، ويتعلق الأمر بالاتفاقية الإبراهيمية، حيث من المتوقع أن يدعو دول الخليج، وخصوصًا السعودية، إلى الانخراط في هذا المشروع، بينما المملكة العربية السعودية تضع مسألة قيام الدولة الفلسطينية شرطًا مسبقًا لأي خطوات للتطبيع، المفاجأة ربما الضغط على السعودية للتخلي عن هذا الشرط مقابل الإعلان عن مسار تفاوضي يفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقبلًا.
في الشق الفلسطيني من المفاجأة الترامبية، قد يعلن الرئيس الأمريكي تخلِّيه عن مخطط تهجير الفلسطينيين في مقابل إدارة أمريكا لقطاع غزة وفق سيناريو (اليوم التالي للحرب في غزة).
ربما لم يعد للرئيس الأمريكي من مفاجأة، لكن المفاجأة ربما تتعلق بكيفية الرد العربي.