عندما تزاحمنا الأسئلة
بقلم/ علي أحمد حبيب
في هذا الخضم الذي تعيشه ليبيا حيث تتلاطم أمواج السياسة كأمواج بحر هائج تبدو الولايات المتحدة وكأنها (المخرج) الذي يحرك خيوط المسرحية من بعيد لكن، هل هي فعلا مخرج، أم مجرد ممثل يحاول أن يلعب دور البطولة في مسرحية غير مكتملة النص؟
وعند الحديث عن ليبيا لابد أن تقاطعنا تلك الوجوه التي تنظر إلى الكراسي وكأنها مراكز للسلطة المطلقة متمسكة بكل قوتها لحماية تلك الكراسي، لكن هل سأل أحدهم نفسه في خضم هذا الحلم عن ثمن الحماية؟ هل سألوا أنفسهم ما الذي تريده أمريكا من ليبيا بعد أن تركت الفوضى تغمرها باعتبارها اللاعب الأساسي فيما يحدث؟
وتتجلى سياسة الكيل بمكيالين في كل زاوية من زوايا المشهد الليبي، فمن جهة تدعو أمريكا إلى الاستقرار والديمقراطية، ومن جهة أخرى تدعم من يضمن لها مصالحها، وكأنها تقول لليبيين لا تتمنوا جنة الديمقراطية، فمصلحتي هي جنتي، وتبقى تلك المليارات الليبية المجنبة والأخرى المنهوبة من قبل سياسيين استغلوا الأزمات وأودعوها في بنوك الغرب وكأنها كنز لا يحق لليبيين الاقتراب منه، أين تذهب تلك الأموال؟ هل هي خارج حسابات ماما أمريكا! أم إنها في قلب صفقاتها السياسية؟! يتساءل المواطن الليبي الذي يقف على أبواب الفقر عن مصير تلك الثروات، هل ستحقق تلك الأموال أحلامهم! أم ستبقى مجرد أرقام في حسابات غريبة لا يعرفون عنها شيئا؟
وفي ختام هذا المشهد يبقى السؤال، هل ستظل أمريكا تجيد لعب دور الراعي أم ستتحول إلى عدو في عيون من اعتقدوا أنها صديقة؟ الضمير الحر الذي يتابع هذه السياسة هو الذي سيفضح كل التناقضات ويكشف عن الأبعاد الخفية لمصالح القوة العظمى في المنطقة، فلتكن هذه الرسالة واضحة لمن يحلمون بدوام الكراسي، أمريكا ليست سوى راقصة في حفل سياسي لا تهتم إلا بمصلحتها، وعليهم أن يدركوا أن الرقص على أنغامها قد يؤدي بهم إلى الفشل في النهاية.