سقوط الإخوان في الأردن
بقلم/ عبدالله ميلاد المقري
الخبر الأهم الذي تصدَّر المشهد الإعلامي في الشرق العربي هذا الأسبوع، هو الضربة القاصمة التي تلقّاها تنظيم الإخوان المسلمين في الأردن، وذلك بعدما أقدمت الحكومة الأردنية، في خطوة شجاعة ومسؤولة، على مداهمة مقرات التنظيم في عمَّان ومختلف المدن الأردنية، معتبرةً إياه تنظيمًا إرهابيًّا كان يستعدُّ لتنفيذ انقلاب على النظام السياسي، ويهدد كيان الدولة بوصفه حاملًا لمخطط إرهابي يهدف إلى زعزعة أمن البلاد، وقد نشرت أجهزة الإعلام الأردنية صورًا تُظهر تصنيع صواريخ وطائرات مسيَّرة وأسلحة ومتفجرات، إضافةً إلى إلقاء القبض على قيادات من التنظيم، اعترف بعضهم بتلقي تدريبات في الخارج، ما يدلُّ على ارتباط هذا التنظيم بأجنحته القديمة المتورطة إقليميًّا. وجاء الرد الرسمي بحجم التهديد، فكان قويًّا وحازمًا، تمثَّل في حظر نشاطات التنظيم غير المشروع، وإغلاق كافة مكاتبه، ومصادرة ممتلكاته المنقولة وغير المنقولة، واعتبار أي دعوة للانتساب إليه جريمة يعاقب عليها القانون.
وفي هذه المرحلة، حاول التنظيم، في نسخته الأردنية، الاستفادة من تجربة سوريا حين سقطت دمشق تحت تأثير الإخوان القادمين من مختلف أنحاء العالم، بمن فيهم جماعات أردنية وجدت في المشهد السوري فرصة سانحة لمد نفوذها، ورغم تأخر هذا الإجراء في الأردن، الذي طالما اعتُبر ساحةً لمؤامرات الإخوان على مختلف الأنظمة، فإن التنظيم كان قد تمدَّد في الجامعات والمؤسسات التعليمية، وحتى في المستشفيات ومؤسسات المجتمع المدني، وكان تغلغله واضحًا لكل من يزور الأردن، خاصة في الجامعات ومراكز النشاط الأهلي. اليوم، بضرب هذا التنظيم في أحد أكبر معاقله، بات واضحًا أن هذا التنظيم الإرهابي، الذي نشأ بدعم من المخابرات البريطانية، يمرُّ بمرحلة ترنُّح، بعدما تمَّت محاصرته في تونس، وقبلها في مصر.
وتترقَّب ساحات أخرى نفس المصير، بما فيها تركيا، حيث يقف الزعيم الإخواني رجب طيب أردوغان على حافة السقوط الشعبي، في وقت يتراجع فيه نفوذ هذا التنظيم الذي طالما تآمر على الأمة العربية، وإن كانت الضربة قد وُجِّهت إلى عمَّان، العاصمة الثانية للإخوان بعد تونس، فإن البكاء سيتواصل في طرابلس وغيرها من العواصم العربية التي بدأت تتحرّك ضد هذا التنظيم، الذي مثَّل الطرف الرئيس في المؤامرة الكونية على ليبيا وعلى الشعوب العربية، وفي غرب ليبيا، وتونس تحديدًا، فإن العدالة بدأت تتقدَّم على الإجرام الإخواني، ومن المؤكد أن قادة التنظيم سينالون العقاب المؤجَّل، في مشهد يتكرَّر حيثما وُجدت إرادة سياسية وشعبية لمحاربة الإرهاب والهيمنة باسم الدين والانتظار لسقوط منظومات التآمر في ساحات عربية أخرى لتعيد الأمة العربية كتابة تاريخ التحررمن جديد مهما كانت التحديات وحجم المؤامرات التي تهدد الأمن القومي العربي حتى وإن دعمت أمريكا الوجود على أطراف جغرافية البحار العربيةوحاملات طائراتها تسرع في تغيير مواقعها وتبتعد عن مرمى نيران المقاومة اليمنية الباسلة.