قاطعوا.. قبل أن تفرض ضريبة على الهواء الذي تتنفسون
بقلم/ علي أحمد حبيب
في قلب ليبيا حيث تشرق الشمس على ثروات هائلة من النفط والغاز يعيش الشعب تحت وطأة فقر مدقع، فبينما تتزايد ثروات قلة من الأفراد، يعاني الغالبية من انعدام الأمن الغذائي والاقتصادي، هذه المأساة تبرز بشكل واضح في قصة (علي) الذي يمثل الكثيرين من أبناء وطنه.
علي كان صاحب متجر صغير للمواد الغذائية في طرابلس، كل صباح كان يفتح بابه على أمل أن يتدفق الزبائن، لكن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة جعلت هذا الأمل يتلاشى تدريجيًّا، مع كل يوم يمر كان يشعر بوطأة ارتفاع الأسعار بسبب احتكار السوق من قبل رؤوس الأموال الجدد، هؤلاء الأفراد استغلوا الفوضى التي تلت العام 2011 واستحوذوا على الاعتمادات البنكية وتاجروا في العملة الصعبة ما أسهم في تفاقم الأزمة الاقتصادية، وفي ظل هذه الظروف أصبح الحصول على المواد الغذائية بأسعار معقولة أمرًا شبه مستحيل.
علي.. كان يراقب كيف أن هؤلاء الملاك الجدد يتفاخرون بثرواتهم بينما عائلته تكافح لتأمين لقمة العيش، وكان يعلم أن الفقر الذي يعيش فيه ليس مجرد صدفة، بل هو نتاج نظام اقتصادي فاسد يستفيد منه القلة على حساب الأغلبية، بينما يتنعم بعض الشعوب في دول غنية مثل النرويج وكندا والكويت وغيرهم بخيرات بلادهم حيث يعاد توزيع الثروة بشكل عادل نجد أن الشعب الليبي الذي يمتلك ثروات طبيعية هائلة يعيش أكثر من 90 % منه تحت خط الفقر كيف يمكن أن يحدث ذلك؟ الإجابة تكمن في الاحتكار والعجز عن إدارة الموارد بشكل عادل مما يسلط الضوء على فشل النظام الحالي في تحقيق العدالة الاجتماعية، لكن ما يزيد الأمور سوءا هو صمت الناس عن هذه الممارسات.
في كل مرة يتجنب فيها المواطنون الحديث عن الظلم الذي يتعرضون له فإنهم يسهمون في تعزيز سلطة هؤلاء الذين لا يبالون بمعاناتهم، الصمت هو خيانة كما يقول الكثيرون، ولكن في ليبيا يبدو أن هذا الصمت هو ما يجعل هؤلاء الأثرياء الجدد يشعرون بأنهم فوق القانون، إنها دعوة ملحة للجميع قاطعوا منتجات هؤلاء الذين يستغلون ثروات بلادكم واطلبوا حقكم في حياة كريمة، حان الوقت لأن تقفوا في وجه من يسرق قوتكم، لنستعد جميعا لاستعادة الثروات التي حرمت منها ليبيا وشعبها، ولنبنِ مستقبلًا أفضل بعيدًا عن الاستغلال والفقر.