أحزاب التوافق الوطني تستنكر انحياز البعثة الأممية لسلطة الأمر الواقع في طرابلس

متابعات – الموقف الليبي

أعرب التحالف الليبي لأحزاب التوافق الوطني عن استنكاره العميق للتجاهل المتعمد لرأي القوى السياسية غرب البلاد، وذلك بعد تصريحات المبعوثة الأممية هانا تيته، بأن مطالب الغرب الليبي تتلخص في الدستور وتوحيد بعض مؤسسات الدولة في حين أن أبرز مطالب شرق البلاد هو تشكيل حكومة جديدة.

وأكدت التحالف في بيان رسمي أن الحديث المتعلق بالغرب الليبي منحاز لوجهة نظر واحدة وهي سلطة الأمر الواقع من الحكومة وداعميها، وأن كافة البيانات الصادرة عن القوى السياسية في الغرب والأحزاب والشخصيات تؤكد بوضوح على ضرورة إيجاد حكومة جديدة، إضافة للجوانب الأخرى.

وأشار البيان إلى أن الانحياز يثير القلق ويقوض الثقة في البعثة الأممية والفريق المصاحب لها والذي يبدو أنه أصبح جزء من الصراع، وله انحيازاته ومصالحة المرتبطة بقوى الأمر الواقع، مما يستدعي ضرورة إعادة النظر في تجديد هذا الفريق.

وقال التحالف الليبي لأحزاب التوافق الوطني إن ما تم طرحه حول أهمية معالجة القضايا الأساسية، مثل صياغة الدستور، وتوحيد مؤسسات الدولة، يمثل رؤية ضيقة لا تعكس حقيقة المشهد السياسي المعقد في البلاد، ويتجاهل الضرورة الملحة لتشكيل حكومة جديدة، كشرط مسبق لإجراء الانتخابات كما يراه العديد من الفاعلين السياسيين، ويعكس مصلحة حقيقية في تحقيق الاستقرار وتوحيد الصفوف، فالتعديل الدستوري الـ 13، الذي يدعمه عدد كبير من الأحزاب والتكتلات والشخصيات السياسية، يشدد على أهمية توحيد السلطة التنفيذية، كخطوة أساسية نحو إجراء انتخابات شاملة.

كما أكد البيان أن التصريحات التي تدعم رؤية الحكومة الحالية، والمستفيدين من الوضع القائم، تعتبر الحيازا واضحًا، يسهم في تعزيز الانقسام، وإننا في التحالف الليبي نؤكد أن هذه المواقف غير متسقة مع الواقع السياسي، وهي محاولة لتجاوز أطراف سياسية التقت البعثة بهم، واستمعت لآرائهم، ومقترحاتهم، وتجاهل هذه الأطراف سيؤدي حتماً إلى عدم الاعتراف بنتائج أي انتخابات تجرى تحت هذه الظروف.

ودعا التحالف الليبي المجتمع الدولي إلى إدراك أهمية الاستماع لجميع الأطراف السياسية، والعمل على دعم الحلول التي تعزز الاستقرار السياسي والاجتماعي في ليبيا، فتحقيق السلام والاستقرار يتطلب تعاونا حقيقيا ومشاركة واسعة واحتراما لرأي الغالبية، من أجل بناء حكومة تمثل جميع الليبيين وتستجيب لطموحاتهم في الديمقراطية والعدالة.

كما أشار البيان إلى أن التحالف الوطني يتطلع إلى دعم المجتمع الدولي في هذه المساعي، ويؤكد على ضرورة إعادة النظر في النهج الحالي للبعثة الأممية وسلوكها في قيادة الوساطة لضمان إنجاز حل حقيقي ينهي الأزمة.