مقالات الرأي

العالم يتغير

بقلم/ محمود امجبر

الهيمنة الأمريكية التي كانت تسيطر على المشهد العالمي لعقود بدأت تتآكل وتتلاشى. سقوط القطب الواحد يبدو واضحا، وبدأت دول جديدة تظهر على الساحة العالمية لتغير موازين القوى.

سقوط الهيمنة الأمريكية واضح للجميع الآن، لا يمكن تنفيذ المسرحية الإعلامية المرئية التي شاهدناها بمجرد استلام الرئيس الأمريكي لرئاسة الدولة من تهافت الملوك والحكام العالم بطلب من مكتب الرئاسة الأمريكية بتنسيق مع خارجيته كل حسب المهمة التي سيحتاج ويطلب تنفيذها دوله المهزومة والمنبطحة والعميلة التي تخاف وترتجف من الهيمنة الأمريكية.

السيناريو في استقبال الرؤساء الذين حضروا وإخراج المشهد البصري والمرئي من خلال مكان الجلوس وطريقة الاستقبال الدونية وعدم الاحترام المتبادل لهم يعكس شخصية كل رئيس أو حاكم أن إخراجهم بهذه الشكل للعالم يقصد به خطاب القوة والهيمنة الأمريكية.

ونحن نعلم بأن الإعلام العالمي تهيمن عليه وسائل الإعلام الأمريكية التي تشكل جزءًا من قوة وهيمنه أمريكا الآن، وبعد أن اتضح للعالم حقيقة أمريكا خصوصًا روسيا والصين وكوريا وبعض الدول الأوروبية بأن لا يمكن أن تتصدر أمريكا المشهد وأن موازين الاقتصاد والقوي تغيرت وأصبح للعالم أكثر من قطب يمكن أن يغير هذه العجرفة وأن يكون العالم أكثر من قوة بحسب الموازين المختلفة.

عنتريات ترامب أخذت تتكسر أمام الواقع، وسيدرك بأن تهديداته التي عجز حتى الآن عن فرضها ستأتي بنتائج عكسية، عليه وعلى أمثاله، أن يدركوا بأن منطق القطب الواحد قد انتهى، وهناك منطق جديد للوجود الإنساني سيحل محله، شاء ترامب أم رفض، ومهما ارتكب من مجازر وقتل، فلن يغير حقيقة التاريخ ودورته التي ستفرض نفسها، والدليل ما يحدث الآن في فلسطين والدعم غير المبرر واللا منتهي لما يسمى إسرائيل، وحدهم هم من سيخضعون لعربدته، سيدفع ثمنا بإمكانهم تجاوزه إن أراد ذلك، تجاوز هذه الهوجة من البلطجة بشكل أو بآخر، وعلى الدول وحكام بعض المنبطحين أن يعيدوا حساباتهم ويتجهوا نحو سياسة العز والكرامة، وأن يلتحموا مع شعوبهم حتى وإن كانت النتائج قاسية.

نرفض ونستنكر تصرفات العملاء الذين يبيعون أنفسهم من أجل مصالحهم الخاصة التي تتضارب مع مصالح أوطانهم، هؤلاء الذين تستغلهم المخابرات الأجنبية وخصوصًا الأمريكية، ويعتقدون يقينًا أن أمريكا لا تهزم، وعليهم الرضوخ والعمل معها لتحقيق الأهداف التي تسعى إليها.

هؤلاء العملاء يجب أن يدركوا أن زمن الاستعمار قد انتهى، وأن الشعوب أصبحت أكثر وعيًا وإدراكًا لحقوقها، يجب أن نرفض أي محاولة للتدخل الأجنبي في شؤوننا الداخلية، وأن نعمل على بناء جبهة قوية من أجل الدفاع عن مصالحنا الوطنية.

ومع ظهور مبادرات دولية جديدة مثل مبادرة الحزام والطريق الصينية، التي تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول المشاركة، نرى فرصة سانحة لبناء شراكات اقتصادية قوية وتعزيز الاستقلال الوطني، فمبادرة الحزام والطريق الصينية، التي أطلقت في عام 2013، تُعد واحدة من أكبر المشاريع الاقتصادية في التاريخ، وتشمل إنشاء شبكة من البنى التحتية مثل الطرق والسكك الحديدية والموانئ والجسور، وغيرها من المشاريع التي تهدف إلى تعزيز التجارة والاستثمار بين الدول المشاركة، هذه المبادرة تعكس التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية في العالم، وتُظهر كيف يمكن للدول أن تتعاون وتعمل معًا لتحقيق مصالحها المشتركة، فلنستمر في نضالنا من أجل أمتنا وإنسانيتنا، ولنرفع راية العز والكرامة عالية خفاقة في السماء.

زر الذهاب إلى الأعلى