الحق في المدينة…ترميم أم جزارة
بقلم/ د. عائدة الجروشي
“تخصص عمارة وحفظ تاريخي وعمراني”
جهاز إدارة المدن التاريخية الرئيسي وفرع طرابلس وجهاز تطوير مدينة طرابلس وبلدية طرابلس وكل من يشارك في تشويه مباني ميدان الجزائر و شارع الاستقلال ويفرض أفكار غير علمية ويدعي المعرفة ويمول ذلك المشروع التخريبي،
أنتم مسؤولون أمام الله والشعب الليبي على تشويه إرث ليبيا الثقافي، أنتم غير إمناء على حفظ تلك المنطقة التاريخية ولا تملكون القدرة على التعامل مع أي من مكوناتها ونتائج أعمالكم هي أكبر دليل على ذلك.
مباني ميدان الجزائر وشارع الاستقلال التاريخية الراقية تقع ضحية للجهل نتيجة عدم احترام القانون وتغليب المصالح الشخصية والفساد الإداري. مجموعة منفلتة من الشركات الغير متخصصة سمحت لها تلك الأجهزة بتشويه أجمل المباني النادرة في عاصمة ليبيا ونزع موادها الأصلية وتخريب تفاصيلها الجميلة نتيجة عدم الإلمام بكيفية حفظ ذلك الإرث الثقافي الذي يمثل جزء مهم من الهوية العمرانية لمدينة طرابلس الجميلة.
كل تلك التدخلات هي علميا وقانونيا مشاريع مخالفة وضد القانون وضد المصلحة العامة، تفرضها مؤسسات الدولة الليبية الغير مؤهلة للتعامل مع المواقع التاريخية، والنتيجة طمس وتشويه تاريخ مدينة طرابلس باموال ليبية!
توقفوا و أوقفوا أولئك المخالفين وقدموهم للقضاء الليبي حتى يقتص منهم فما يقومون به هو تخريب وتجني تكرر وأدى إلى ضياع الكثير من معالم مدينة طرابلس تحت ذريعة التطوير!
التطوير ممنوع في الأماكن التاريخية والتجديد ونزع المواد الأصلية من لياسة و تكسيات حجرية هي تدخلات غير علمية ومخالفات قانونية وتعدي على أملاك ثقافية لدولة ليبيا، فمن أنتم؟
إلا يكفي ما فرضتموه من تخريب وتشويه لميدان طرابلس الرئيسي وما حوله من مباني؟ إلا ترون ما قمتم به من تجديد وتزوير لشكل تلك المنطقة بتدخلاتكم؟ أليس فيكم شخص رشيد؟ من طلب منكم تجديد مواقعنا التاريخية؟ كيف تفرضون مواد حديثة لا علاقة لها بشكل وتفاصيل تلك المنطقة التاريخية؟ كيف تسمحون بهدم الزخارف ورشها بالأسمنت وتشويه تفاصيل تلك المباني؟ ثم ما كل تلك الاعمال والمشاريع على طول شارع الاستقلال؟ الحفظ والترميم يتطلب الوقت والتاني والتدقيق وتحديد ما يجب القيام به حتى لا ينزع الطابع التاريخي للبناء والمكان فاين انتم من ذلك؟ كيف تجردون كل تلك المباني من اغلفتها وكيف ستعيدونها الى أشكالها الاصلية؟ ماذا تتوقعون غير التشويه والنشاز نتيجة تدخلاتكم؟
لا سامحكم الله على ما تقومون به من تعديات في تلك المنطقة النادرة. التاريخ يسجل والجرائم الثقافية لا تسقط بالتقادم!.