-

صحة الأم والطفل

د. علي المبروك أبوقرين

المرأة هي الأسرة والمجتمع، وصحتها تؤثر مباشرة على الأجيال، والرعاية الصحية للمرأة بشكل عام، والاستعداد الجيد للحمل، ومتابعة ورعاية الحمل والولادة من الحقوق الأساسية والأولية التي يجب أن تتوفر لكل امرأة دون تمييز أو تقصير أو إهمال.

رعاية صحة المرأة هي الضمان للحمل الآمن والولادة السليمة، والصحة والعافية الجيدة للأم والطفل، والرعاية المستمرة تقلل المخاطر الصحية وتعزز النمو السليم للجنين، وضمان تعافي سريع للأم بعد الولاده، وهذا يتطلب نظم رعاية متكاملة تضمن تحضير الجسم للحمل بالفحص عن الأمراض المزمنة ومنها السكري والضغط واضطرابات الغدد والتشوهات والموانع الطبية.

وبالتطعيمات ضد الأمراض التي تؤثر على صحة الأم والطفل، والتغذية السليمة المتوازنة لدعم الخصوبة والحمل السليم وتجنب العيوب التي يسببها نقص التغذية المهمة كحمض الفوليك والحديد والكالسيوم والفيتامينات، والحفاظ على الوزن المثالي وتجنب السمنة أو النخافة المفرطة، والإبتعاد عن الملوثات الكيميائية والاشعاعية.

وكذلك من الأهمية الرعاية النفسية وتجنب التوتر والقلق والاكتئاب قبل وأثناء الحمل وبعد الولادة، ورصد نمو الجنين والكشف عن المضاعفات والتعرف على مراحل المخاض وخيارات الولادة، والتشجيع على ممارسة النشاط البدني، مع التثقيف الصحي المستمر والزيارات المنزلية لدورهم الرئيسي في توعية الحوامل والأمهات حول التغذية والرضاعة الطبيعية والعناية بالمولود، والمتابعة الممنهجة والمستمرة تقلل من القيصريات، ولهذا على النظم الصحية أن توفر خدمات صحية متكاملة للمرأة وأن تضع الاستراتيجيات والسياسات والبرامج التي تعزز صحة الأم والطفل.

وتقلل مخاطر الحمل والولادة، وأن تجعل الخدمات الصحية في المتناول وسهلة الوصول إليها، والحصول عليها من خلال عيادات مجهزة بالكامل، ومراكز صحية متخصصة بالمعامل الجينية وخدمات علاج العقم والانجاب، ومستشفيات مجهزة بكل ماتحتاجه الخدمات المطلوبة للمرأة من الطفولة إلى الطفولة ، بكوادر طبية وتمريضية وفنية وقابلات على أعلى مستوى من التعليم والتدريب والمهارة والقدرة على التعامل مع الحالات الحرجة والطوارئ، وبمعايير عالية وبروتوكولات علمية حديثة وموحدة ، والتوسع في خدمات الدعم النفسي، والفحوصات الدورية للأم والطفل في جميع مستويات الرعاية الصحية، وتطوير الخدمات الصحية الإلكترونية والسجلات الإلكترونية المرقمنة والمؤثمنة، والتطبيقات الصحية الموثوقة والآمنة، وإنشاء قواعد بيانات لمتابعة صحة الأمهات والمواليد، وتقييم الخدمات في جميع مراحل الحمل والولادة وما بعدها، وأن تتوفر كل هذه الخدمات الصحية بما يفي بكل المحددات الصحية والاجتماعية والاقتصادية وبالمجان، وإنها جريمة كبرى في حق المرأة والأم والطفل والمجتمع أن تتحول حياتهم وصحتهم لتجارة والولادة بمقابل، ومتابعة ورعاية صحية بدون ضوابط ولا معايير، ولا تقييم علمي للنتائج لصحة الأم والطفل، وبمناسبة عيد الأم والطفل نهنئ ونبارك لكل الأمهات العظيمات وأولهم أمي، ونناشد أصحاب القرار بسرعة اتخاذ الإجراءات العاجلة لإيجاد نظام رعاية صحية متكاملة للمراة الليبية، يحافظ على صحتها وصحة ابنائها ويحسنها لهم بما يحقق لهم العافية والرفاه دون إرهاق مادي ومعنوي ونفسي، وان تكون رعاية الحمل والولادة عالية الجودة ومجانية، وفي كل مكان بربوع الوطن بنفس الإمكانيات والجودة.

وكل عام والمرأة الليبية بخير

زر الذهاب إلى الأعلى