مقالات الرأي

الإعمار والتنمية والتحديات لصناعة الفرص!

بقلم/ فرج بوخروبة

إن الاستخلاف في الأرض هو التمكين فيها والملك لها والقيادة والسيادة لمن عليها، وقد وعد الله تعالى عباده المؤمنين بالاستخلاف في الأرض والتمكين فيها إذا حصلوا حقيقة الإيمان ومقتضياته، وأخذوا بأسباب التمكين المادية والمعنوية، فإعادة البناء على المدى المتوسط والطويل والاستعادة المستدامة للبنى التحتية والخدمات والإسكان والمرافق وسبل العيش الحيوية القادرة على الصمود واللازمة لأداء العمل الكامل لمجتمع محلي أو مجتمع متأثر بالكارثة، بما يتماشى مع مبادئ التنمية المستدامة و”إعادة البناء” أفضل، لتجنب أو الحد من مخاطر الكوارث في المستقبل.

عطفًا على سؤال اتخذته إحدى القنوات الفضائية المغرضة كمادة إعلامية بعنوان: هل الإعمار يبرر الفساد؟

الاستعمار هي اللفظة التي اختارها الغرب المعاصر لتسمية ما قام به من احتلال أراضي الغير ونهب ثرواتها، وإذلال أصحابها، والكلمة في الأصل مشتقة من الجذر “عمر” الدال على العمران، والاستعمار يعني طلب الإعمار، وقد وردت في القرآن الكريم في قوله تعالى (هو الذي أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها)، أي طلب إليكم إعمارها.

إعمار الأرض وتسخير الكون وتمكين البشر في دنيا الله، من الغايات الحضارية الكبرى التي يتغياها الإسلام للإنسان والتي طبقها المؤمن في معاشه.

وبالعودة إلى الناقد السلبي لعملية البناء والتجديد والتغيير والإصلاح نطرح السؤال التالي: لماذا هذا الكم المستغرب من الحقد والحسد والدس والغيرة والكراهية والاصطياد في المياه العكرة؟ أليس من المفروض أن ندعم كل بارقة في سبيل تحقيق الطموح العام، بعيدًا عن الجهوية والمناطقية وغيرها من ظواهر السلبية التي تهدد مستقبل الوطن والمواطن؟ ولماذا لا يتنافس الجميع على أرض الواقع في ظل التحديات الراهنة والمستقبلية ويتم ذلك في إطار رؤية وطنية متكاملة للتنمية المستدامة في ربوع الوطن الواحد؟

بالأمس القريب كانت مدينة بنغازي على موعد مع افتتاح ملعب بنغازي الذي شهد حضورًا جماهيريًّا واسعًا وشعبيًّا كبيرًا في ظل فعاليات استثنائية من نوعها والتي شهدت أيضا مشاركة عالمية أشادت بهذا الإنجاز التاريخي الكبير، كما أشادت بمستوى التنظيم والأداء الرفيع في ظل الظروف الصعبة التي شهدتها ليبيا، كما كان لهذا الحدث الكبير الأثر الإيجابي على صعيد الرياضة الليبية ودورها البارز في تعزيز مسيرة الرياضة في البلاد بما يعود بالنفع والفائدة والازدهار إلى كافة الفئات العمرية في مختلف الألعاب الرياضية والاجتماعية والثقافية.

النهضة والبناء والإعمار في الأرض من أجل حماية وبناء ورفاهية الإنسان بشكل مطلق؛ حيث لا تحيُّز لأقاليم أو مناطق بعينها؛ فالتجديد يمعن النظر في مراحل بناء الإنسان الذي سيتحمل مهمة إعمار الأرض عبر مراحل شاملة عادلة متعددة ولا تفرق، ترعى ولا تتجاهل، تعمر ولا تخرب، تُحدِث تكافلًا ولا تهدر قيمة الإنسان وكرامته، تغيث ولا تصمت، تحاسب ولا تتقاعس، تنهض ولا تعود إلى الوراء!

زر الذهاب إلى الأعلى