الإعلام العربي المغيب
بقلم/ محمود امجبر
في ظل سكوت الإعلام العربي والإسلامي، يبدو أن حقيقة ما يحدث في غزة قد تلاشت من الأذهان. دمار وقتل وتشريد وحرب استنزاف وإبادة جماعية وتغير في الخارطة الإسلامية والعربية، كل هذه الجرائم تقع تحت أنظارنا، ولكن يبدو أننا نغض الطرف، وكما قال الشاعر الفلسطيني محمود درويش: “لا تتركني وحدي في هذه الأرض، فالأرض تتحول إلى جحر للفئران”.
تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني قد أثر على نوع الخطاب الإعلامي والثقافي في المواجهة مع هذا الكيان، جل المنابر الإعلامية أصبح ليس منها نقل وتوجيه ما يحدث في غزة، جميع البرامج الإذاعية والتلفزيونية في القنوات العربية ليس لها هدف سوى التركيز على القضايا الترفيهية، بينما قضية احتلال الصهيوني لفلسطين قد تلاشت من الأذهان، وكما قال الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني: “الفلسطيني هو الرجل الذي يبحث عن وطنه في كل مكان”.
المسجد الأقصى، الذي هو ثالث أقدس مكان في الإسلام، يتعرض للاستهداف والتهديد من قبل الكيان الصهيوني. هذا المسجد الذي هو رمز للدين الإسلامي والهوية العربية، يجب أن يكون في صدارة اهتماماتنا، ويقول الشاعر العربي الكبير أحمد شوقي: “الأقصى مسجدنا، وقلبنا معلق”.
يجب أن نستخدم الخطاب الديني للتحريض على أهمية مساعدة إخوتنا في المقاومة على مواجهة التحديات وتحقيق ما يمكن القيام به تجاه الدين والوطن، يجب أن نستخدم المنابر الدينية لنشر الوعي حول أهمية دعم المقاومة الفلسطينية وحرية المسجد الأقصى.
رمضان كريم ومبارك، ولكن كيف يمكننا أن نحتفي بهذا الشهر المبارك في ظل القتل والإبادة التي تحدث في فلسطين؟ إعلامنا العربي نائم في سبات عميق، بينما إخواننا في غزة يقتلون. رمضان كريم والأطفال في غزة يبكون، ونحن نتراقص.
إعلامنا ينتج مئات المسلسلات في رمضان، وليس فيها إشارة من قريب أو بعيد عن غزة أو الأقصى أو فلسطين. رمضان كريم وملايين الدولارات تصرف على شراء المنتجات الغربية الصهيونية لدعم إسرائيل، بمساعدة أمريكا وحكام العرب والمسلمين المتفرجين، أين دور الإعلام العربي والإسلامي في مواجهة هذه الجرائم؟ أين دور حكام العرب والمسلمين في دعم إخواننا في فلسطين؟ أين دورنا نحن كمواطنين عرب ومسلمين في مواجهة هذه الجرائم؟