حقيقة أمريكا كما نعرفها
بقلم/ علي الصغير
الذين يندهشون، والذين يستغربون، والذين يستهجنون العجرفة والصلف الأمريكي من خلال ما أظهره الرئيس ترامب في لقائه مع ملك الأردن وكذلك مقابلته لزيلينسكي قد لا يعرفون حقيقة أمريكا، وأن هذه التصرفات تعد من صميم عمل المطبخ الأمريكي الصهيوني. وأن ترامب لم يكن الأول ولا الأخير.. ولا يختلف عن سابقيه إلا في شي واحد وهو أن سابقيه يهينون، ويعنفون، ويتنمرون على جل الملوك والرؤساء الذين يزورونهم وخاصة العرب، ولكن من وراء الكواليس وفي الجلسات المغلقة.
أما ترامب، فكان أكثر تهورًا فمهزل بضيوفه وقدم لهم الإهانات علنًا فوق الطاولة، وعاملهم على حقيقتهم.
أمريكا يا سادة دولة إمبريالية قمعيه دكتاتورية تسعى إلى الهيمنة على العالم.. غبي من يطلب منها التقيد بقوانين وأعراف أو بروتوكولات.. أمريكا تتصرف كشرطي العالم.
وماذا تعني الهيمنة غير خلق أتباع وعملاء في الدول التي ترغب السيطرة عليها.
فهل سيعاملهم رئيس الولايات المتحدة كنظراء، وهم ذيول له.
أمريكا تقدم الحماية لأنظمة على رأسها ملوك ورؤساء أغبى وأضعف من أن يولوا على مدرسة أو دكان بسيط، فتجدهم يتحكمون في شعب بكامله ويسيرون دولة، ويورثون الحكم لأبنائهم وأحفادهم، والأمثلة كثيرة على ملوك بلهاء وناقصي عقول.. ولكن بحكم تبعيتهم وعمالتهم تمكنهم أمريكا وتدعمهم، وتحمي عروشهم البائسة.
فهل تريدون منها أن تعاملهم وفقًا لمبدأ المعاملة بالمثل أو الاحترام المتبادل؟
هؤلاء وجوههم مسلوخة لا تتأذى.. وكرامتهم مسلوبة يتلقون الإهانة تلو الأخرى من سيدتهم أمريكا.. ويكتمون غيظهم ثم يفرغونه في شعوبهم.