في تشييع نصر الله
بقلم/ ناصر سعيد
في مشهد مهيب، ومراسم شعبية ضخمة، وبمشاركة وفود دولية من دول العراق واليمن وإيران، شُيِّع جثمانا بطلي ورمزي المقاومة الأمينين العامَّين لحزب الله، حسن نصر الله وخليفته هاشم صفي الدين، من المدينة الرياضية في العاصمة اللبنانية، بعد 5 أشهر تقريبًا من اغتيالهما في الضاحية الجنوبية لبيروت.
حيث اغتيل حسن نصر الله يوم 27 سبتمبر 2024 في غارة جوية إسرائيلية أثناء لقائه قادة في الحزب، وفي 3 أكتوبر 2024 اغتالت إسرائيل هاشم صفي الدين.
لقد كان استشهاد القائد حسن نصر الله خسارة فادحة للأمة العربية، وخسارة كبرى للمقاومة، لكنه لم يكن نهاية المعركة، فالمقاومة مستمرة بعزيمة أبناء الأمة الشرفاء الأحرار، والمعارك تفرز القادة الجدد في كل وقت وحين.
نودع اليوم الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، الذي سار على درب الشهداء بالتضحيات الجسام من أجل قضية العروبة والإسلام، وننعى كل رفاقه، والأبرياء المدنيين الذين سقطوا نتيجة العدوان الصهيوني الغاشم على ضاحية بيروت الجنوبية، وغزة الصامدة رغم الجراح.
وإذ نعزي إخوتنا في المقاومة اللبنانية وجماهير الأمة العربية والإسلامية التي كانت تراه في مشروع المقاومة بصيص أمل لاستعادة الحقوق العربية المغصوبة، وكسر شوكة العدو الصهيوني المتغطرس، نذكِّر بعض السطحيين بأن سياسة الكيان الصهيوني المعلنة تصفية كل من يهدِّد وجوده، ما يعني أن الشهيد البطل حسن نصر الله كان يشكِّل تهديدًا حقيقيًّا لوجوده.
ومن موقف قومي صادق نرى أن هذه ليست لحظة للحزن، بل هي لحظة لحشد الهمم وشدِّ العزائم ودعم المقاومة وتشجيعها بكل الوسائل ودعوة القوى القومية العربية وجماهير الأمة إلى استغلال هذه المناسبة الحزينة لإطلاق كفاح شعبي عربي، دعمًا للمقاومة، ومواجهة مشاريع التطبيع والتهجير، التي تُفرَض على الأمة بقصد إذلالها واحتواها.
إن مراسم تشييع جنازة حسن نصر الله ورفيقه استثنائية، ولا تشبه مراسم أي جنازة سابقة لواحد من قادة الأحزاب في لبنان، ليس تقديرًا لمكانة الرجل فحسب، بل من أجل بعث جملة من الرسائل السياسية إقليميًّا ودوليًّا.
التحية للشهيد البطل السيد حسن نصر الله الذي نَحَتَ اسمه بأحرف من نور بين قادة الأمة العظام في مسيرة الكفاح العربي من أجل التحرير والتقدم.