مقالات الرأي

غزة عصية على ترامب 

بقلم/ عبد الله ميلاد المقري

تصريحات ترامب الإرهابية العنصرية رفضتها الصحافة الأمريكية والأوروبية، واعتبرتها جريمة كبرى يهدد بها قطاع غزة، والرد الأكثر ضراوة القادم من كوريا الشمالية في بيانها «العالم يغلي الآن مثل وعاء العصيدة بسبب الإعلان الأمريكي المفاجئ، والسيادة الوطنية لا يمكن أن تخضع للمفاوضات، وإن طبيعة الولايات المتحدة في البقاء على قيد الحياة من خلال «الذبح والسرقة» وطموحها «للهيمنة القائمة على الغزو» للسيطرة على العالم يتجليان بوضوح في خطة غزة، وأن المسألة لا تقتصر على قطاع غزة فقط»، إن تهديد ترامب يخالف حتى الدستور الأمريكي الذي يؤكد على حقوق الإنسان داخل أمريكا وخارجها، ويرفض تهجير شعب أو أمة من أراضيها بوسائل خسيسة ومنحطة بمثل دعوة ترامب في شراء الأرض الفلسطينية وغزة بالذات التي ثمنهـا دماء وتهجير وجوع، ولم يحدث في العالم أن يصدر رئيس دولة كبرى مثل هذه السياسات العنصرية.

ما يقوم به ترامب من محاولة لشراء الأرض وتدنيسها وتحويلها إلى نقطة ملتقى لكل الأجناس الباحثة عن إنفاق الدولارات في الملذات حيث الموقع المطل على البحر والإمكانات الطبيعية الهائلة التي يتمتع بها، سياسة إجرامية تنتهج تدنيس الأرض بعدما دفع ثمنها الغزاويون وتضامن معهم شعوب الأرض بما فيهم الأحرار ودعاة السلام في أمريكا نفسها والغرب الأوروبي وأحرار أمريكا اللاتينية، وتصرفاته حالة فاسدة ومهينة للقيم الإنسانية تتطلب من الدول العربية وقفة جادة تعلن فيها موقفها بكل قوة لرفض هذه السياسة الإجرامية، لا مهادنة ولا قبول، ويجب أن يتماشى التحدي مع خطورة هذه الدعوة في الإدانة والرفض وإلى مقاطعة سياسية واقتصادية لهذه الدولة الإرهابية المارقة حتى تعرف أن العرب ليس لديهم ما يخسرونه إذا سلموا غزة نواة النضال والتضحية ونموذج المقاومة، التي ثمنها دماء وتضحيات مدينة وقعت تحت الظلم والقتل والسحل والإرهاب العنصري بقيادة الكيان الصهيوني والدعم الأمريكي، وبالتالي لن يحقق نتنياهو وترامب عنصريتهما في تهجير أهل غزة خارج بيوتهم، ولا داعي لتعميرها من قبل أمريكا، فالغزاويون وحدهم من يعيدون بناء بيوتهم بعد هذا التدمير، ولا يتسولون لأمريكا ولا للمجتمع الدولي الفاسد، فالحجارة الفلسطينية تتكلم عربي وتنطق بالشهادة في العودة إلى غزة مهما كانت النوائب والمحن.

زر الذهاب إلى الأعلى