مقالات الرأي

تعسير الميسر

خليفة احواس

الآن تضاف حلقة جديدة من الابتكار الدولي للأزمة الليبية، لجنة استشارية من شخوص نعرف معظمهم زملاء وأفرادا، رأيهم غير ملزم وتقول البعثة إنها تيسر العملية السياسية في ليبيا، بما يعني تأخذ من مقترحاتهم ما يروق لها وتضع ما عداه في سلة المهملات، إنها الصيغة التي ابتكروها لما سموه الملكية الليبية للحل، ليس هذا فحسب، إذا ما انتهوا لما ينتهون سيحال الأمر للمجلسين (الوطنيين) وقد صاروا ثلاثة دون تدخل البعثة، أي تيسير، وخوري هي من اختار واستدعى ويرأس اجتماعات اللجنة الاستشارية، وجدول أعمالها أحضر لها ولا يجب أن تخرج عنه، حشروا في جنزور حيث مقر البعثة أيضا.

أقول مع تقديري للمجربين ومن واقع تجربة، رهط من هذه الاستشارية مقرب منهم وهو الوكيل الحصري لتسويق آرائهم بالاجتماعات التي حضرتها، نعم تراه إلى جنب الإيراني والمصري والأردني وهو يسوق باسم الخبرة لترف سياسي لا علاقة له بالحل، لقد أضيفت حلقة لن نتقدم بها خطوة للأمام، والبعثة التي تغبط النخبة بها هي للتأزيم وليس لأي أمر آخر، النخبة تكتب على جبينها الزيف وهي تتماهى مع هذه المسكنات على نخب الولائم، وإنها لا رسالة لها، وأن القانونيين منهم ما يقولونه ترفضه بطون كتبهم، أما خطابهم النظري الذي لا يخرج عن سياقات المطلوب الدولي فهو أمر يمكن اكتشافه ببساطة ودون عناء.

قول واحد، الحل الليبي الليبي لا يكون إلا خارج أسوارهم التي بنيت لتعسير اليسير، وأن يتم الكف عن العبث، ويجب ألا ينتظر الليبيون خيرا من هكذا مساقات، فلن يحك جلدك غير ظفرك، والتاريخ يقول لكل الذين باعوا الوطن لن تجديكم هذه الحلول الناعمة التي يردفها الفساد بمؤسسات هشة وفاقدة للشرعية، بيد أن السيادة الليبية بفعلهم وبفعل أشياعهم الدوليين تتلاشى كل عشية وضحاها، الجميع يرى بأم عينه ما يحدث، ولكنه (داير الحولة) كما يقولون، نقول ذلك لن يجدي نفعا، وإن السيادة الوطنية تتآكل لحساب السيادة الدولية (الذين يتحكمون بالمشهد الليبي من عام 2011)، وإن جميعنا سيؤكل وقد أكل الثور الأبيض ونحن لا نملك إلا التنابز بالألقاب وبعضا من السجالات الرخيصة، لا أؤمن بعودة الوعي كما كتب بها أحدهم أخيرا وتناقله بعض العارفين، من ذلك سأفعلها هذه المرة، لعل العربة والحصان يلتقيان ولو بعد حين.

زر الذهاب إلى الأعلى