مقالات الرأي

التطهير العرقي 

بقلم/ عبد الله ميلاد المقري 

النكبة العربية الأولى كانت سنة 1948 عندما تمكنت عصابات الكيان الصهيوني من احتلال الأرض العربية الفلسطينية تنفيذا لوعد بلفور المشهور، ويستعد التاريخ العربي لتسجيل سنة 2025 لتكون نكبة جديدة، هذه المرة تكون غزة المدمرة هدفها ليس على يد نتنياهو فقط، بل سيكون وكيل دولة الكيان الصهيوني ترامب الرئيس الأمريكي الذي يدير أكبر دولة، حيث تطيعه أحلامه في عراب نكبة العرب الثانية ولن تكون الأخيرة ضمن هذا الحال الذي يدمر فيه العرب أجزاء من كيانهم في ليبيا وسوريا ومن قبل العراق ولبنان، فمن يدير بلاد الخليج العربي وقيادته بالضعف والهوان عندما ابتزهم ترامب في إدارته السابقة بتحويل آلاف المليارات إلى استثمارات ضخمة في الولايات الأمريكية من بينها لوس أنجلوس التي دمرتها الأعاصير بما فيها قصور الأمراء السعوديين ومنتجعاتهم، ما يجعل ابتزاز هذه الإدارة الجديدة بقيادة هذا الدافع إلى معارك تجارية تستهدف كندا والمكسيك والبرازيل وبنما حيث يعطي تعليماته للأساطيل البحرية الأمريكية بعدم دفع رسوم المرور في قناة بنما.

وما يهم في أغرب عملية تطهير عرقي في العالم يضع أسسها الآن ترامب وهو يلتقي نتنياهو زعيم عصابة الدولة الإرهابية الصهيونية بعدما تم قتل وسحل ما يقترب من 80 ألف مواطن غزاوي وأكثر من ربع مليون جريح وفاقد لأي من الأدوية والعلاج وعندما ينصب ترامب دون أي رادع بتهجير أكثر من 3 ملايين غزاوي عن أرضهم سيكتسب نعت مجرم تطهير عرقي بامتياز، مصاحبا ذلك بصرف أكثر من مليار دولار للكيان الصهيوني في صورة أسلحة وعمل تسلح تعبوي لوجستي لدعم جريمته في تهجير الغزاويين، وإن لم يستطع نتنياهو وآليته الحربية القيام بذلك فستقوم أمريكا وعلى الأرض بعملية الإجلاء والتهجير إلى فيافي سيناء، وإن واجهت عملية التهجير منعا من الشعب المصري والأردني فستكون البوارج الأمريكية والجنود الأمريكان كاملة الجهوزية في أول عملية تطهير تقوم بها الإدارة الأمريكية في تاريخ جرائمها الإمبريالية.

ومع الإشارة إلى التهديد من قبله وإدارته لمصر والأردن بقبول التهجير بالتهديد لأنظمة هاتين الدولتين اللتين تعرضتا لعدوان متتالٍ من دولة الكيان الغاصب إلى ابتزاز بدفع تريليونات من الدولارات في شراء الأسلحة الأمريكية دون الذخائر ودون التعيير الدقيق وجعلها لا تأخذ وجهتها إلى الكيان الصهيوني التي أفجعته صواريخ وطائرات اليمن دون طيار، وكتب اليمنيون على موجات البحر الأحمر أن غزة ثمنها الخوف والذعر والموت لهذا الكيان الغاصب المجرم.

وينتظر ترامب أن يستقبل دفعات ولكمات من رئيسة وزراء المكسيك والآتي من التحدي من داخل أمريكا نفسها ومن أعضاء في مجلس النواب ومن حزبه الجمهوري بالذات لجمع توقيعات لعزله باتهامه بالإبادة العرقية لأهل غزة، وهي صورة قد تحقق التخلص من هذا الذي قال عنه أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي إنه يحول أمريكا إلى أداة للتطهير العرقي خارج أمريكا، سيما توقيعه على أمر بالانسحاب من لجنة حقوق الإنسان التابعة لمنظمة الأمم المتحدة وبعض المنظمات الأخرى ذات العمل الثقافي والعلمي، وهناك صحوة في الداخل الأمريكي ضد هذه السياسة الإجرامية الجديدة التي تتخطى كل القيم العالمية وتتعارض مع جوهر أخلاقيات المجتمع الإنساني الذي ستخوض شعوبه وقادته الأحرار مواجهة لسياسة ترامب العرقية.

زر الذهاب إلى الأعلى