مقالات الرأي

الأنجلو سكسون يشكلون لجنة في محاولة لشرعنة مشروعهم في ليبيا

بقلم/ محمد جبريل العرفي

موقفنا بعيد عن الشخصنة، فبعض أعضاء اللجنة أصدقاؤنا ورفاقنا في التنظيمات الاجتماعية، ومنهم من كان مرؤوسنا بامانة مؤتمر الشعب العام ، ونشهد له بالكفاءة والطيبة، إلى ان فؤجئنا بما كتبه 2011 وبعمله مستشاراً لمركز الحوار الانساني (المخابراتي)، تركيبة اللجنة تعكس تيار سياسي واحد بإستثناء 3 مستقلين تكنوقراط، لا يمكن حسابهم على أي تيار، فهؤلاء يخدمون بالدولة مهما كان نظامها، فمثلاً المرحوم سالم الشيخي كان مديراً للمباحث بالعهد الملكي، وبقي بعده في نفس مكتبه ووظيفته، ومدد له في سنين تقاعده الى ان توافاه الله، يمكن ان يحسب ديسمبري اوسبتمبري، بل رجل يحافظ على الدولة، فمن تولى إدارة عمومية أيام سبتمبر لا نحسبه عليها، سبتمبر مشروع وطني، ينتمي إليه المؤمنون بالحرية، والمعارضون للاحتلال الأجنبي، والمؤمنون بالعدالة الاجتماعية، وهؤلاء غير مرتبطين بزمن، فممكن تجد سبتمبريا بلغ الحلم بعد 2011، أما في تصنيفات الصراع فمن يحسب على النظام أو منتمٍ له، معروف بانتمائه إلى أحد المكونات السبتمبرية من (قيادات شعبية، وأمانات مؤتمرات شعبية، وأمانات نقابات وروابط مهنية، وضباط أحرار، ولجان ثورية) حتى اللجان الشعبية أدوات تنفيذية لا يشترط في تكليفها انتماؤها لسبتمبر، فبعضهم كانت له ميول إسلاموية، فاحد امناء الرقابة كانت ميوله اسلاموية، رئيس المنشف الانتقالي كان أمينًا للجنة شعبية عامة، ورئيس المكتب التنفيذي، كان أمينًا لمجلس التخطيط العام، كما أن سبتمبر وطني عروبي أممي، لا يصح لفرد أو قبيلة أن تتحدث باسم سبتمبر.

البعثة ناقضت شروطها المعلنة للانتماء السياسي، فاختارت قيادات لتيارات ديسمبر وفبراير والإخوان، عملوا بالمنشف الانتقالي والمؤتمر الوطني واللجان المنبثقة عنهما، وأعضاء بجنيف عن تيارات سياسية، وأبعدت تيار الكرامة رغم قدراته العسكرية والجغرافية والبشرية، بل إن وزير المعاصي احتج على بوهمود بحجة ساقطة، وأبعدت كليًا المحسوبين على النظام السابق (بتياريه) رغم ما يملكه من قاعدة واسعة تشكل أغلبية الشعب الليبي، بالانتماء أو بالتعاطف أو بالندم.

ادعت باختيار كفاءات بينما اختارت سكرتيرة مسؤول سابق، وبعضهم تدور حولهم شبهات في أخلاقه ونزاهته، كالقيادي الفبرايري الذي نهب وهرب، وما زال يحاول النهب، ففي أواخر العام الماضي اجهضنا محاولة اشترك فيها لعملية نصب على شركة خدمات نفطية بقيمة ربع مليار دينار في وقت أن مديونتها 635 دينارا.

ولم تراعي البعثة التركيبة الاجتماعية لليبيا فاكثر من شخص من قبيلة واحدة
المؤامرة بتشكيل اللجنة أشرف عليها السفير الإنجليزي الذي زار قبلها المفتن في دار الإفتاء الاخوانية، ورغم أن نائب المفتن فضح البعثة، فإن المفتن شن حملة على البعثة واللجنة، من باب التُقية ليدفع المغفلين من معارضيه إلى التمسك باللجنة.

خضع أعضاء اللجنة لتقييم مركز المخابرات الإنساني، ونسق الاتصالات المتهم بتقاضي رشاوى لتشكيل جنيف، ففتح سوقًا لبيع العضويات بالمزاد، الأمم المتحدة منظمة فاسدة ماليا وسياسيًا، تاريخيا لم يحل المبعوثون أي مشكلة في أي بلد.
ولكي ندرك إلى أين تتجه، وتلافيًا لجر البعثة أرجلنا إلى التهلكة، فلنعُد إلى تهديدات “الانجلوساكسون” لمن في المشهد؛ حيث هددوهم، بتخطي كل الأجسام القائمة وتخطي الأمم المتحدة، والسير بمشروع غربي متفرد، أن لم تجرى انتخابات، أو يحدث توافق يقضي على الشلل بمجلس الأمن، (التفرد الغربي هو ما تم الآن)، والذي ثمنته بيانات “الانجلوساكسون” والاتحاد الأوروبي، بتشكيل لجنة تسمى (تضليلا) استشارية، البعثة تتعامل مع الليبيين بأسلوب جس النبض المخابراتي، فهي تبث إشاعة، ثم تتنصل منها، ثم تعتمدها بعد أن تطورها حسب ردود الأفعال، وتجرهم جرًا لحبائلها كما فعلت في الصخيرات وجنيف، والآن تقول لجنة استشارية لمدة محددة، فالأكيد ستتحول إلى تشريعية وتنفيذية، فهي ستتجاوز مجلس النواب ومجلس الدولة، وستعرض دستور (تورا بورا) حلم الإخوان المستميتين لإقراره، فهذا أحد طلبات المفتن من البعثة، وستضع قوانين وقواعد لإجراء الانتخابات وفق رغبات الغرب، ومقاسات الاخوان، فلا يستبعد استنساخ التجربة السورية في ليبيا، بالاستيلاء الناعم على السلطة وحل الجيش والأجهزة الأمنية، وحل مجلس النواب ومجلس الدولة، فليبيا نظريا أسهل لأنها منقسمة، فلا يوجد بها نظام سياسي يضطرون لاستبداله بمسرحية تنصيب فرد (وحده لا شريك له) يعين الحكومة ويختار المشرعين ويعد الدستور، ويقتل ويعتقل المختلفين معه، مما فضح الدعوات الغربية الزائفة في نشر الحرية والديموقراطية.

إن الذي حصل هو حلقة من العبث بمصير الليبيين، والعمل على إطالة أزمتهم وزيادة تفاقمها، استمرار الحالة تروق لكثيرين من الليبيين لأن شعارهم “من يذبح الدجاجة التي تبيض ذهبا” ويروق للدول المحتلة لليبيا استمرار بلادنا مستباحة أرضًا وموارد.
اللجنة ستفشل بفعل وعي الليبيين بعناصر قوتهم، وبمخططات أعدائهم، وبدروس معاناتهم، وسيعرقل المؤامرة القلة الوطنية من أعضائها، وسيفضح اللجنة ويخرج منها من لا يرضى بلعب دور “الكومبارس” في مسرحية منتجها “الانجلوساكسون” ومخرجتها البعثة وممثلوها الانتهازيون والفاسديين ، أدعو الله أن أكون مخطئا، فتتمسك السيدة “تيتيه” بالصفة الاستشارية للجنة، وتنهي مهمتها في الأجل المحدد بعشرين يوما، أي قبل رمضان، ولتنحازبافريقيتها لإرث الغانيين “نيكروما”، و”رولينجز”. وليس كالافريقية )سيبوتيندي) المرتشية المتصهينة بالعدل الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى