مقالات الرأي

الأحلاف

بقلم/ محمد عبد الهادي بودية

إن فكرة التحالف للقضاء على عدو مشترك متأصلة في التاريخ البشري، ولن تنتهي إلا بزوال البشرية، ولكن السؤال الذي يستحق أن يطرح: هل جميع هذه التحالفات نجحت في تحقيق أهدافها؟ إذا أردنا أن نجيب عن هذا السؤال يجب أن نركز على بعدين مهمين، الأول هو أهداف الحلف والثاني شخصية المتحالف.

إذا أخذنا البعد الأول وهو أهداف الحلف نجد أن الأهداف تختلف باختلاف نوع التحالف، فهناك تحالف اقتصادي مثل البريكس وتحالف سياسي مثل ائتلاف الأحزاب والكيانات السياسية، أما أهم هذه التحالفات فهي التحالفات العسكرية، وهذه التحالفات تؤثر تأثيرا بليغا في التحالفات السياسية والاقتصادية، وإن أهم هذه التحالفات العسكرية التي رسمت التحالفات السياسية والاقتصادية الحديثة (تحالف الحلفاء ضد تحالف دول المحور) والتي كان من أهم أهدافها القضاء على دول المحور، أما البعد الثاني وهي شخصية الحليف التي لابد أن يكون لها القدرة على التواصل الفعال والمرونة والقدرة على العمل الجماعي وهذا ما تتمتع به الولايات المتحدة الأمريكية للسيطرة على أوروبا الغربية وبعض الدول في الشرق الأوسط.

بعد الإسهاب في البعدين السابقين يبقى السؤال: هل جميع التحالفات نجحت في تحقيق أهدافها؟ الإجابة: قطعا لا، ببساطة لو أخذنا حلف وارسو كمثال الذي دام مدة 36 سنة، لكنه لم ينجح لأنه لم يتقن أساسيات الحلف التي تم ذكرها في البعد الثاني، وأيضا الدخول في نزاعات وحروب لم يكن لها داع وانضمام دولة منغوليا الذي لقي معارضة شديدة من بعض الأعضاء في الحلف مثل رومانيا.

وأخيرا أرى أن أهم خاصية يجب أن يتمتع بها الحلف هي الثقة أو بمصطلح آخر القدرة على العمل الجماعي، فإذا اهتزت هذه الثقة فإن الحلف مصيره إلى الزوال.

في غزوة الأحزاب حيث تحزبت وتحالفت العرب بتحريض من اليهود على الرسول في المدينة فاستعمل الرسول أذكى وسيلة في كسر وحل هذا التحالف وهي زرع عدم الثقة بين المتحالفين وبالتي يتخاذلون عن بعض.

زر الذهاب إلى الأعلى