التحول إلى الدولة المنبوذة
بقلم/ عبد الله ميلاد المقري
الدولة الليبية الفاشلة التي جعلت منها المؤامرة أن تكون أكثر من ذلك بعدما كانت على مستوى متقدم في إدارة شؤونها السياسية والاقتصادية والمالية بمستوى عال يحفظ مدخراتها وثروة شعبها وأرزاق أهلها وعدم المساس بأقوى اقتصادياتها بالحفاظ على مورد النفط والغاز – الثروة الوطنية الاستراتيجية – ما ينفق على الاستثمارات ذات العائد من المشروعات الخارجية في أغلب بلاد العالم التي وفرت عائدات استراتيجية تضيف إلى الاحتياطي المالي ما يوفر الوفرة المالية للميزانيات التي تصرف على أهم سياسيات الدولة في الاجتماع بما يحقق حياة معيشية مريحة لليبيين وأكثر من ذلك في مجال التعليم والإسكان ومعاشات الضمان الاجتماعي بالقول إن الليبيين يتقاضون منحا من الدولة سواء في صورة مرتبات أو معاشات أساسية بالإضافة إلى دورة عجلة الاقتصاد وتثبت الحقيقة المطلقة ووفق التقارير المحلية والصادرة عن المنظمات الدولية أن ليبيا تتقدم في التنمية والاستثمار والتعليم وضمن الدول الأولى حتى في الذكاء الاجتماعي وتسند الشعوب التي يصلها الليبيون بعزتهم وكرامتهم في زمنهم الذي أعطوه من عطفهم وفخرهم فترفع من منزلتهم وتقتدي بتاريخهم ونضالهم وتسند ذلك إلى زعيم جهادهم عمر المختار الذي حول الجبل الأخضر إلى إدخال ومراكز قتالية لمواجهة الاستعمار الإيطالي، واستطاع أن يثأر لأرواح الذين استشهدوا في معارك الوطن، وكيف لا وقد قادت ليبيا معارك النضال وأصبحت محجة للنضال في العالم، وخرجت مدارسها وجامعاتها قيادات عربية وإفريقية بالإضافة إلى قيادات قادت الثورة والتغيير في بلادها.
من يتابع ويدرس خطب ومذكرات هؤلاء القادة يعرف الحقيقة أن ليبيا كانت شعلة النضال، للأسف ما يشهده العالم والليبيون أنفسهم اليوم هذا السقوط المروع على مستوى كل المجالات التي تشهدها البلاد بوجود هياكل سياسية واقتصادية تقود البلد إلى حالة من الفشل المصاحب للفساد الذي لم تتمكن أي مؤسسة رقابية من وضع الحد له لأنها ناتجة عن هذه الدولة الفاسدة التي إذا ما تمسك البنك الفيدرالي الأمريكي ووزارة الخزانة الأمريكية من فرض التهديد بشأن وضع رقابة على المصرف المركزي الليبي وشرط وجود حكومة منتخبة واحدة سترفض هذه السلطة الفاسدة والمتقزمة والرافضة للرحيل بعد أن غرست أنياب الفساد والمحاصصة في جسد ليبيا المتقرح ستتحول ليبيا إلى دولة منبوذة ولم يعد من يتعامل معها ماليا واقتصاديا في ظل رئيس أمريكي يتباكى هو الآخر على وضع ليبيا المأساوي ويعترف بالحقيقة الناصعة أن الناتو هو من دمر ليبيا وغرس فيها الفوضى.
على الليبيين أن يتحملوا إما العيش في دولة منبوذة أو أن ينضموا فعليا لقواتهم المسلحة العربية الليبية معا لتحرير ليبيا من العصابات الفاسدة التي تجد في الإخوان المسلمين من يقودها إلى أن تصبح منبوذة تفقد آخر فرصها في أن يتولى الشعب الليبي وضع حد لهذا الهدر ولهذا الفساد ولهذا الانقسام السياسي في بناء الدولة الليبية الموحدة القادرة على مسح كل العاهات والأمراض السياسية وكي هذا السرطان الذي يتمدد في جسدها المتورم.