سيرتهم.. الأديب عمر الحامدي
بقلم/ عبدالباسط الورفلي
عمر خليفة الحامدي من الشخصيات القومية في ليبيا، ولد بمنطقة الحوامد في الجبل الغربي عام 1942، وبها تلقَّى تعليمه الأول حتى الصف الخامس، وأكمل الصف السادس بنالوت، ثم التحق بمعهد المعلمين الخاص بجادو، ثم انتقل إلى طرابلس، وبها نال الدبلوم في مجال الآداب واللغة الإنجليزية عام 1963، وواصل دراسته حتى نال شهادة “الليسانس” في الحقوق من كلية القانون بالجامعة الليبية عام 1969، عن طريق الانتساب.
عقب تخرجه عمل في مجال النيابة العامة، حيث عمل موظفًا بوزارة العدل عام 1963 عقب اجتيازه امتحان المقابلة، ثم كلف بمهام مدير عام وزارة العدل خلال الفترة ما بين عامي (1969 – 1972)، اشترك في لجان التوعية الشعبية وفي الحوارات الفكرية التي نظمت بعد الثورة، وفي مقدمتها ندوة الفكر الثوري التي أنتجت التوجه الفكري لثورة الفاتح، وبلورت مشروعها السياسي، وأسهم في تأسيس الاتحاد الاشتراكي العربي، وعيِّن أمينًا للمعلومات والعضوية بالاتحاد الاشتراكي العربي.
بعد توقيع اتفاقيات “كامب ديفيد” تولى دعوة القوى القومية والتقدمية في الوطن العربي، ونتج عن لقائها تكوين مؤتمر الشعب العربي الذي شكَّل محكمة شعبية تولت محاكمة السادات شعبيًّا وتبيان مخاطر ما أقدم عليه، كما تشكلت أمانة دائمة للمؤتمر واختير عمر الحامدي أمينًا لها، وتوسع نشاطها السياسي والفكري فأنشأت مجلس الثقافة العربية وأصدرت مجلة الوحدة العربية ونظمت عديد الندوات واللقاءات في موضوعات تتعلق بعوامل النهوض العربي.
تولى الأستاذ عمر الحامدي أمانة المكتب الشعبي الليبي في الجزائر خلال الفترة ما بين عامي (1999 – 2003)، وأمانة المكتب الشعبي الليبي بالسودان ما بين عامي (2003 – 2007)، فكانت له إسهامات في تعزيز التعاون الثنائي بين ليبيا وكل من السودان والجزائر، كما تولى أيضًا رئاسة الأمانة الدولية للتضامن مع الشعب العربي وقضيته المركزية فلسطين، وأمين عام هيئة أمناء جائزة القذافي لحقوق الإنسان، واختير لعضوية كل من: الجبهة العربية المشاركة للثورة الفلسطينية، اللجنة التحضيرية للجبهة الشعبية العربية التقدمية، ومنظمة الاشتراكية بالبحر المتوسط.
نشر نتاجه الأدبي في عديد الصحف والمجلات، من بينها: الفجر الجديد، الشمس، الأسبوع السياسي، مجلة الوحدة، وأسهم في تأسيس عدد من الصحف والمجلات كمجلة الأمل للأطفال، وترأس تحرير صحيفة الفجر الجديد، كما تولى أمانة المؤسسة العامة للصحافة، وقدم عددًا من البرامج الإذاعية والأحاديث السياسية بإذاعات الجماهيرية، وإذاعة صوت الوطن العربي الكبير.
شارك الأستاذ عمر الحامدي في عدة ندوات ومؤتمرات وملتقيات أدبية وفكرية وقانونية في داخل ليبيا وخارجها، وهو عضو برابطة الأدباء والكتاب، وعضو أيضًا بالمجلس القومي للثقافة، ثم أمينًا له، صدر له: في غمار الفاتح العظيم، ليبيا من الثورة إلى سلطة الشعب، الديمقراطية المباشرة، الجماهيرية وتأسيس الاتحاد الإفريقي، ونحو تجديد المشروع القومي، وكرمته الدولة بمنحه العديد من الأوسمة والأنواط.
لم يكن مثقفًا نخبويًّا، بل كان مناضلًا قوميًّا متواضعًا، استثمر علاقاته في محاولة مستمرة لبناء حركة عربية واحدة تواجه صلف العدو، ولم يكل ولم يمل من الصدح بمواقفه القومية، بعد سقوط الدولة الليبية هاجر الأستاذ عمر الحامدي، وعمل منذ اليوم الأول في بلورة مشروع وطني معارض يقاوم المؤامرة، فكان من مؤسسي الحركة الوطنية الشعبية الليبية، وعضوًا بلجنتها التنفيذية ثم ساهم في بناء جبهة النضال الشعبي، شارك في تأسيس رابطة المثقفين الليبيين، وجمعية المهجرين الليبيين الأهلية، علاوة على ما يتمتع به من قدرة على التحليل والمتابعة. الأستاذ عمر الحامدي خطيب مفوَّه وسياسي بارع يتمتع بحيوية وطاقة إيجابية ندر أن توجد في مثل عمره وظروفه.