الوقت كالسيف يقطع كل درب
بقلم/ ناجية الصغير عبدالله
اليوم أربع وعشرون ساعة، ولكن حقيقة اليوم في قانون أمهات اليوم أنه ربما يكون ساعة، فهي تعيش في واقع افتراضي وتتعايش معه بين قيل وقال إلا ما رحم ربي، الأمهات يتفقدن الكثير، ولكن لا يطبقن إلا القليل واليسير، ويتنقلن من صفحة إلى أخرى ومن موقع إلى آخر وهن يغفلن حتى عن مرادهن من التصفح، فعالم الشبكة العنكبوتية يتصيد كل ضعيف ويلتهم الوقت بحرفية مطلقة، والوقت هو بيت القصيد الذي لا يكتمل شطره مع كل هذا التداخل المربك وهذه المخرجات الخاطئة.
النساء قيل إنهن نصف المجتمع ويلدن النصف الآخر، وهذا يعني أنهن المجتمع بأكمله الذي يعتمد عليهن، والجهل لديهن سيد كل المواقف، يقال: كيف نظن بالأبناء خيرا إذا كبروا بحضن الجاهلات، التعامل مع السارق على أنه بريء لا يقتص منه أمر مريع،وبخاصة حين يكون السارق يجيد استخدام الرصاص الناعم ويخترق جدران البيوت طواعية ونحكم إغلاق أبوابنا لأجله حتى يبقى ونمحنه أجمل الأشكال والألوان ونوفر له خط الإمداد حتى على حساب لقمة عيشنا، فلم تعد هناك امرأة تبقى بلا عدوها الملاصق لها، ولا يمكنها الاستمرار دون أن يسرقها ويسرق وقتها وواجبها الذي تخلت عنه حتى! الوقت كالسيف الذي قطع كل درب وجعل المسافات قريبة لفظًا بعيدة فعلًا، جعلها ملتوية متعرجة ومليئة بالحفر والشروخ وجعل النساء بكعبهن العالي والمتعالي جهلًايقعن ويسقطن ويقفن حيث يكون الوقوع والسقوط، والوقوف ثمنه باهظ وميزانه ثقيل.