التوافق الوطني
بقلم/ محمود امجبر
في ظل التحديات التي تواجه وطننا الحبيب، يصبح التوافق الوطني ضرورة ملحة لتحقيق الاستقرار والتنمية. هذا المقال يهدف إلى تسليط الضوء على أهمية التوافق الوطني في ليبيا، وتحديد العوامل التي تهدد هذا التوافق، واقتراح الحلول لتحقيقه.
وطننا في حاجة إلى توافق وطني يجمعنا كافة، في زمن مليء بالتحديات والتفاوتات. الاختلاف في الآراء والمفاهيم والمصالح لا يعني بالضرورة انقسامًا دائمًا. لكن، المجاملة والمحاباة والمحاصصة لا يمكن أن تحقق الأماني المطلوبة في تحقيق النجاحات والاستقرار.
النفاق السياسي يعد عقبة أمام تحقيق التوافق الحقيقي. يجب أن نترفع عن المكاسب الشخصية ونعلو بأصوات الحق. الشخصيات الوطنية التي تترفع عن المكاسب الشخصية وتعلو بأصوات الحق هي التي يمكن أن تحقق التوافق الحقيقي.
الاختلاف الجهوي والقبلي في ليبيا ساهم في اختلاف الأهداف العامة للوطن. يجب أن يكون دور القبيلة أو المنطقة أو الإقليم وسيلة لجلب الحقوق، وليس الهيمنة. الاستحواذ الإقليمي على الإقليم الآخر لا يمكن أن يحقق استقرارًا وتوافقًا حقيقيين.
التجارب السابقة، وآخرها حكومة الوحدة الوطنية، أظهرت أن توزيع السلطة والقرار المالي والسياسي بشكل غير عادل يؤدي إلى الاختلاف السريع. لذلك، يجب علينا اختيار طريقة تكون فيها الإنصاف والعدالة، وتعزز التوافق الوطني.
يجب أن نتعلم من تجارب الدول الأخرى، حيث لعب التوافق الوطني دورًا حاسمًا في تحقيق الاستقرار والتنمية. كما يجب تعزيز القيم الوطنية المشتركة، مثل العدالة والمساواة والحرية.
د. محمد جبريل العرفي يشير إلى أن التوافق الوطني هو الأساس للاستقرار السياسي، حيث يؤكد على ضرورة العمل معًا لتعزيز القيم الوطنية المشتركة وتحقيق العدالة والقانون في العديد من المقالات والمنشورات التي يكتبها، وإن الدكتور مصطفى الزائدي رئيس حزب الحركة الوطنية كذلك يؤكد على أهمية الحوار الوطني في تحقيق التوافق، في كل اللقاءات والاجتماعات وفي منابر الإعلامية المختلفة، بينما يشدد أ. ناصر سعيد الإعلامي والصحفي ورئيس تحرير صحيفة الموقف الليبي ويؤكد على التوافق الوطني كأساس للتنمية الاقتصادية في معظم مناشيره ومقالاته.
كل الأقلام والحناجر الوطنية تعمل على هذه الأهداف وتسهم في رسم ملامح وطن يمكننا أن يكون من خلال المنصات الإعلامية والصحفية المختلفة.
يجب أن نعمل معًا لتحقيق التوافق الوطني، وأن تعزيز الحوار الوطني بين مختلف المكونات السياسية والاجتماعية هو أحد أسباب نجاح الحوار الوطني، كما تعزيز الشفافية والمساءلة في المؤسسات الحكومية لها دور مهم أيضا ويمكن أن تحقق القيم الوطنية المشتركة في تعزيز وتحقيق العدالة والقانون.
التوافق الوطني هو المفتاح لتحقيق الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية في ليبيا. يجب أن نعمل معًا لتحقيق هذا التوافق، من خلال تعزيز الحوار الوطني والقيم الوطنية المشتركة. وطننا بحاجة إلى شخصيات وطنية تترفع عن المكاسب الشخصية وتعلو بأصوات الحق. بهذا، يمكننا تحقيق التوافق الوطني والاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية في وطننا.
محمد عبدالحفيظ الشيخ – أستاذ محاضر في جامعة الجفرة، كتب دراسة حول التحديات وآفاق المصالحة الوطنية في ليبيا، ونُشرت في مجلة “جيل الدراسات السياسية والعلاقات الدولية”. عبدالسلامجمعهزاقود – باحثليبي،كتبكتابًابعنوان “مسارالمصالحةالوطنيةوالسلمالاجتماعي”،حيثتناولموضوعاتمتعلقةبالمصالحةالوطنيةوالسلمالاجتماعيفيليبيا.
هذا كله يصب في نوع الخطاب الوطني الذي يعزز مشروع القوى الوطنية التي تساهم في رسم ملامح وطن جديد ينعم بالاستقرار.
بالنّسبة إلى منطقتنا، نعتقد أنَّنا بِتنا نعرف ترامب جيدًا، وسيكون لاعبًا مهما وفقَ برنامجه المعلَن، ربما له رغبة في تحقيقِ سلامٍ فلسطينيّ عربيّ إسرائيليّ. ويريد حسمَ الإشكال الإيراني بأحد خيارين، المصالحة ووقف النشاط النووي، أو المواجهة. كما أعلن أنَّه يريد معالجةَ المسألة السّورية، بما في ذلك الدور العسكري التركي فيها، وسيدعم السيادة العراقية، بما تعنيه من إنهاءِ الميليشيات المحسوبة على إيران، حتى يستطيع سحبَ ما تبقَّى من القوات الأمريكية.
وعلى صعيد ملفنا الليبي أعتقد أنه ستكون المبعوثة الغانية للأمم المتحدة آخر المبعوثين، وفي اليمن جعلَ الحوثي أول ضحاياه، أعاده إلى قائمةِ الإرهاب، وبذلك يتبنَّى سياسة معاكِسة. سلفُه بايدن كان يهدّد ميليشيا الحوثي بوضعها على قائمة الإرهاب إنْ لم توقفِ الاعتداءاتِ، ولم تفعل، وهو لم يضعها. في حين أنَّ ترامب أبلغها بأن تتوقف إن كانت تريد رفع اسمِها من قائمة الإرهاب.
ولأنَّ السعودية حافظت على علاقة مميّزة معه في رئاسته الماضية، اختار أن يبدأ اتصالَه الهاتفيَّ الأول مع زعماء العالم، بوليّ العهد السعودي، ويعلن أنَّه عازم على أن يكرّر زيارته،قالَ ستكون السعودية أول بلدٍ يفتتح به زياراتِه الخارجية وستشمل اتفاقاتٍ اقتصادية بستمائةِ مليار دولار، حول هذه النقطة تحديدًا فإنَّ معظم الزيارات، غير الطارئة، هي ذات أبعاد اقتصادية. ترامب عندما يتحدَّث يخاطب جمهورَه بلغة السّوق، الرّبح والخسارة،ويأتي التحرك المالي الاقتصادي لوضع الضرائب على البضائع الخارجية لتوفير مدخولات وسيولة كبيرة من أجل إنعاش الاقتصاد الأمريكي مع الأخذ بعين الاعتبار الصداقات والشركات الاقتصادية.
ومن قراءة كل ما سبق فقد يتخذ ترامب قرارًا حاسمًا بفتح باب الإنتاج النفطي وإنتاج الغاز والمواد الأخرى المتوافرة في الولايات المتحدة بصورة تسمح للاقتصاد الأمريكي بأن يعيد تموقعه عبر الإنتاج وبناء الآبار وتوسيعها، مع ضرورة أن يكون هناك احتياطي نفطي عال جدًا يسمح للولايات المتحدة بأن تستمر في حريتها الاقتصادية، وكما أعلن ترامب فسيقود مفاوضات شرسة مع الصين في ما يتعلق بالديون الأمريكية..
الولايات المتحدة وحلفاؤها الأثرياء هم من يقيم الاستبداد ويرعاه ويحميه في البلاد التابعة، ليس من باب التآمر، بل لأن حماية هذا النظام العالمي الاحتكاري الربوي تستدعي ذلك وتشترطه، وهل من ثراء فاحش وازدهار مذهل هناك من دون فقر مدقع وذل مرعب هنا؟ وكيف يمكننا وضع برنامج صحيح لخلاص ونهوض حقيقي إن لم نستوعب هذه الأمور استيعابًا صحيحًا وحقيقيًا.