انتفاضة المصريين
بقلم/ سيد العبيدي:
انتفض الشعب المصري بكافة فئاته ضد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أشار خلالها إلى إمكانية نقل الفلسطينيين من أهالي غزة إلى مصر والأردن، الأمر الذي قوبل برد حاسم من قبل الدولة المصرية شعبا وحكومة.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان رسمي وصف بالمعبر عن تطلعات الشعب: “إن مصر تتمسك بثوابت ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، والتي ستظل القضية المحورية بالشرق الأوسط، وأن التأخر في تسويتها، وفي إنهاء الاحتلال وعودة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني، هو أساس عدم الاستقرار في المنطقة”.
وأكدت الخارجية المصرية، على استمرار دعم مصر لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسكه بحقوقه المشروعة، وبمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، كما شدد البيان على رفض مصر المساس بحقوق الشعب الفلسطيني وهي غير قابلة للتصرف، سواءً من خلال الاستيطان أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، سواءً كان بشكل مؤقت أو طويل الأجل، وأن الحل هو إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967.
سبق بيان الخارجية المصرية موجة كبيرة من الرفض الشعبي تشبه الطوفان، فكان البيان على قدر تطلعات المصريين وثقتهم في القيادة السياسية التي أعلنت منذ بداية العدوان على غزة أن خطة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء غير قابلة للتنفيذ وغير مقبولة ومصر ستقف بالمرصاد للمخطط الأمريكي الإسرائيلي ولن تسمح بإقتلاع الفلسطينين من أرضهم مهما بلغ حجم التحديات.
نقف اليوم على أعتاب مرحلة فارقة من عمر وتاريخ الوطن، تستدعي معها التكاتف ونبذ الفرقة في مواجهة التحديات، فما يدبر من مخططات ضد مصر لم يعد خافيا عن أحد والجميع بات يعلم حجم المؤامرة ومن يقف خلفها والعدو أصبح واضح فيما يريد ويخطط والحل الوحيد هو الاصطفاف في مواجهة التحديات.
كانت انتفاضة المصريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي على شاشات التلفزيون وعبر وسائل الإعلام المختلفة ضد همجية ترامب، والتي مازالت قائمة حتى اللحظة، بمثابة الدعم القوي للقيادة السياسية التي تعتز برأي الشعب وتشاركه الحفاظ على مقدرات الوطن وتؤكد أن المصريين على قلب رجل واحد خلف مؤسسات الدولة وفيما تراه الحكومة مناسبا من قرارات تحفظ لمصر وحدتها ودورها الريادي في المنطقة بما في ذلك حرصها على مصلحة الأشقاء في فلسطين.
لم يعد بمقدور الولايات المتحدة الأمريكية أن تتصرف وفق سياسات عنصرية ظالمة ضد شعوب المنطقة، فقد مضى زمن الهيمنة إلى غير رجعة وباتت شعوب العالم التي تتطلع إلى الحرية أكثر جرأة في مواجهة المخططات الاستعمارية وأكثر تمسكا بقرارها السيادي الذي يحفظ لها مكانتها مهما بلغ الأمر من تحديات.
ستظل مصر قوية بشعبها عصية على الانكسار عزيزة في مواجهة التحديات متمسكة بمبادئها في الدفاع عن حقوق الأمة العربية ولن ترضخ أو تفرط في حقوق الشعب الفلسطيني وفي قضية فلسطين ومقدساتها التي ستظل القضية المحورية الأولى بالنسبة لمصر وشعبها.