خيوط دخان!
بقلم/ سالم أبوخزام
الجغرافية الليبية الشاسعة وتلك المساحات الرهيبة مع أراض غنية بموارد ومدخرات لا حصر لها ابتداء بالمياه وانتهاء بها قد تتحول إلى سندس أخضر بتنوع نباتي لايصدق، بالإضافة إلى الذهب وأغنى التربات الموشحة بالرمال والأحجار الكريمة، وثروات متعددة في مقدمتها النفط والغاز!!
برقة
.. مناطق برقة سهولها وأوديتها وصحاريها الخالدة وبحرها المشمس وشعبه المرجانية، يجعل برقة ذات سحر أخاذ ولايضاهى، مع الماء والخضرة والوجه الحسن.
.. ألا يحق لنا أن نحلم ببرقة الساحرة، وهي لاتحتاج إلاإلى بعض الملايين من البشر، وأظنهم على مسافة مرمى حجر فقط، لأخصب بقاع الأرض، ملايين يتدافعون ليصلحوا هذه الرقعة تطويرا وتحديثا بأفضل الطرق العلمية، وبشعب يحمل نفس التكوين واللغة، بل واللهجة والدين!! فالأحلام لا تصادر.
فزان
.. كسابقتها صحارى فسيحة يتناثر سكانها في أعداد قليلة، لكن الصحراء تحمل بين ثناياها كنوزا لاحصر لها طاقة شمسية، ومياه عذبة سلسبيل، أحجار كريمة، ذهب، وفضة، رخام، وربما ألماس!! وكثيرا من الرمال الناعمة، وثروات حيوانية وطيور وهلمجرا!! ناهيكم عن النفط والغاز فحدث ولا حرج!
.. مناطق رحبة قاهرة وشاسعة، يتكالب عليها كل البشر من وراء البحار!!
.. من أقاصي الجنوب ومن أحزمةأفريقيا السمراء والسوداء يتدافع الآخرون خلف ثرواتهم نحو أوروبا، ونحن لاندري ولا نعلم، أن المقام قد يطيب لهم في فزان الدرة الليبية المفقودة، إن بعض الملايين القادمين قد يحلو لهم المكان ويتحول إلى مقر وبقاء!!
فقد (تفرنس) بالسواد الحالك ويطيب لهم البقاء تحت حماية أكاكوس ورمال مستافت!!
.. فالمكان يحلو والأحلام لاتصادر!!
طرابلس
بلد الشط والهاني، بلاد الموشحات، والآثاروأم السرايا، أيضا بلاد البحر والأسماك وكذا الأفران. روعة الشواطئ والبلاجات والزهر والحنة ومزارع اللوز، والميادين، أيضا الحدائق وكل الجمال بلاد الموضة والأضواء، والشوارع الفسيحة المنمقة، جرابة، حي الأندلس، ميزران، عمر المختار، ازدحام الظهرة، وشارع الرشيد، مسابح السندباد، والريقاتة!!
طرابلس غنية بالحوت والإسفنج، غير أن ليلها جميل صاخب بالموسيقى والرقص!!
وبالتالي فإنها قد تكون حديقة خلفية جميلة ليعبث بها الطليان (والميلكان!!).
إنها بلادنا!!
.. قد يصبح ذلك حقيقة وينقسم الوطن ويتلاشى.
أقول:
إنني لا أجد ضمانا يدافع عن بلادي ويحميها برا وبحرا وجوا سوى القوات المسلحة العربية الليبية، وسط حاضنة شعبية حقيقية تمتلك كل أسباب القوة وبتماسك منقطع النظير، وإنني أؤكد اعتزازنا الصادق بزحف شعبنا وهبته نحو مدينة درنة من كل أنحاء ليبيا شرقا، غربا، وجنوبا، وبيانه المؤثر من أمام مسجد الصحابة، ليثبت حب شعبنا لبلاده وللدفاع عنها، ثم التمسك بوحدتها والموت والاستشهاد من أجلها، وعليهم أن ينسوا أحلامهم نحو تقسيم ليبيا الحبيبة فهي وطن واحد وإن اشتدت الخطوب.
..إن الفواصل المزروعة بين برقة، وفزان، ثم طرابلس الغرب ستكون مجرد أحلام واهنة مهزومة وليست أكثر من خيوط دخان.