إلى أين يا شام؟
بقلم/عفاف الفرجاني
ظهر إرهـابيون ليبيون فارون بعد تـورطهم في عدة أعمال إرهابية منها قضايا اغتـيالات وتفجيرات في أكثر من مدينة في ليبيا على القنوات الفضائية السورية، بعد أن كانوا قد شاركوا في ملتقى بمدينة جبلة السورية أشرفت عليه ما تسمى هيئة تحرير الشام بقيادة الجـولاني.
تحدث الليبيون عن مشاركتهم في تحرير دمشق، وأن الوصول الكامل لدولة الخـلافة الإسلامية مسألة تدريجية حتى يعتاد الناس عليها.
برجماتية المشهد الذي يتصدره أبو محمد الجولاني بعد أن ناور على استبدال هويته الإسلامية وفك ارتباطه بتنظيم داعش ليعلن عن ارتباطه بما يُسمى بقاعدة الجهاد، ليتنصل منها أيضا ويعلن عن فك الارتباط معه، في فترة حرجة من تاريخ الأزمة في سوريا ارتفع سقف طموحات الجماعات الجهادية لوجود دعم مادي وسياسي مقدم لهم عربيا ودوليا للإطاحة بالنظام ولو كلف ذلك أن يكون القيادي الجولاني هو القائد والمهندس للمعارك التي سترسم خارطة طريق، ميكافيلا الجولاني جعلته يكفر بكل التنظيمات السابقة التي انخرط بها ليجعلها لا تتعدى جسر عبور لما هو أكبر من داعش والجهاد.. الخ.
أبو محمد اليوم لديه الأدوات والقاعدة الثلاثية المكتملة وهي السلطة والمال والنفوذ لتتصدر نسخة جديدة من داعش والقاعدة بنكهة عصرية كانت هناك مخاوف كبيرة من حدوث فوضى في البلاد بعد سقوط النظام على الرغم من خطابات الطمأنة غير المستندة إلى اعتبارات وجود تنظيمات إسلامية ومكونات سياسية أخرى، هذا غير الثارات القديمة بين الطوائف، هذه التقديرات تخطت الخطر الأكبر وهو الفصائل الإسلامية المسلحة المعروفة بماضيها الدموي المتطرف التي تلعب شعاراتها وتحركاتها أيديولوجية للعقل الإرهابي.
اليوم تفتح الستارة عن أكبر كذبة عاشها الشعب السوري ينتظر فيها الحياة والاستقرار، اليوم الوجه الجديد للتنظيمات الإسلامية وأكبرها تنظيم الجولاني يتخلى عن القشرة التي تستر ماهية أيدولوجياتهم ليتبخر خطابهم التسامحي الذي كان قد لجأ إليه في فترات ماضية نزولا إلى متطلبات المرحلة.
أبو محمد اليوم لا يأبه بمن يظهر معه من الإرهابيين في الصور أو مقاطع الفيديو، فالرسالة أصبحت واضحة ومعلنة، حتى أنه تحدى القضاء المصري بنشر صورة له مع محمود فتحي وهو أحد المتهمين الرئيسيين في اغتيال النائب العام المصري الراحل المستشار هشام بركات عام 2015. ويعتبر المنسق العام لمختلف الحركات الإخوانية وعليه حكم غيابي بالإعدام.
الجولاني وبعد أن كان من قيادات داعش أصبح اليوم قائدا ومحررا حتى أنه تعهد للمقاتلين الأجانب، الذين ساعدوا الهيئة في الإطاحة بالحكومة السورية، بأن يسمح لهم بالحصول على الجنسية السورية، ولكم أن تصنّفوا من هم المقاتلون الذين استعان بهم الجولاني، وحينها ستعرفون الشام إلى أين!!