مقالات الرأي

نورتِ المحكمة يا نجمة!

بقللم/ فرج بوخروبة

لماذا أكتب؟ أكتب كما قال (نزار قباني): كي أفجر الأشياء، فالكتابة انفجار، كي ينتصر الضوء على العتمة فالكتابة انتصار، حتى أنقذ العالم من أضراس (هولاكو)، ومن حكم المليشيات، ومن جنون قائد العصابة، حتى أنقذ الكلمة من محاكم التفتيش، من شمشمة الكلاب، من مشانق الرقابة، أكتب ما قال الأديب التركي (أورهان باموك) أحد أشهر من فاز بجائزة نوبل في الآداب: أكتب لأنني لا أستطيع أن أتحمل الحقيقة وحدي، ولأنني عزمت على مقاومة هذه الحقيقة.

في لقاء غير بريء، عبر وسائل الإعلام القطرية “بودكاست”، أحد الأذرع للقناة الفضائية القطرية (الجزيرة) شاهد الليبيون مقابلة تلفزيونية بإدارة الإعلامية المؤدلجة خديجة بن قنة، التي حاورت فيها وزيرة الخارجية البلهاء نجلاء المنقوش، بعد مضي نحو عام ونصف على هروبها الكبير، ليلة فضيحة التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي كانت عرابته بمباركة حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، الذي جرى على أرض روما الفاشية، تحت الهواء بين وزيرتنا الطائشة،ووزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين سنة 2023، والذي كشفت عنه وكالة الأنباء الإسرائيلية في وقت مبكر، الأمر الذي أدى إلى غضب وثورة الشعب الليبي المحتج على مثل تلك المقابلات التي تقود إلى التطبيع المجرممع الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، في ظل هشاشة الدولة وتحكم العصابات في البلاد منذ سنوات تجاوزت الثلاث عشرة سنة.

نعم الشعب مع استقرار الدولة وأمنها، وليس مع التدخل أو الاستقواء بالأجنبي، ولسان حالهم يقول: نحن الليبيين نتحمل مسؤولياتنا التاريخية، بتشتتنا الفكري، وانقسامنا الجهوي، وتعنتنا لدرجة التعصب (عنز لو طارت) وعدم اتفاقنا وتنازل كل منا للآخر ولو بجزء يسير! وتخويننا لبعضنا البعض، واستئثار فئة بالسلطة والمال، وتوظيفها في شراء الذمم والولاءات لأجندة وأيدولوجيات مستوردة! جعلتنا نتضاد ونكيد ونَحْبك ونجيد لغة الفتنة، وإشعال نار الحرب بين الأبرياء، ونهرع لكي نحقق أهدافنا إلى عدونا الأول لنسلمه بلادنا ومقدراتها على طبق من ذهب! مهما كانت الظروف والمبررات التي يسوقها المسؤول الأول، الذي كان وراء تلك الكارثة الكبرى في حق الشعب الليبي، والذي أقرت به المنقوش وتحميلهاالمسؤولية للسيد رئيس ما يسمىالوحدة الوطنية وهي حكومة انتقالية مسحوبة الثقة، لا تملك إرادة تقرير المصير ولا اتخاذ قرارات من شأنها أن تضع الوطن تحت وطأة ورحمة عدو متجهم يغتنم الفرص أمام ضعف وطمع الطامعين، في سبيل تحقيق مآربهم المشبوهة في إطالة عمر الحكم لصالحهم، تحت قيادة عقيمة فكرًا وقانونا، ناهيك عن كونها حكومة أمر واقع، وإن قيل على لسان الوزيرة عارضة الأزياء: المقابلة لا تعني التطبيع!

زر الذهاب إلى الأعلى